من مثل هذه البدع؛ فلم تزل سيرتُها الحسنة تتناقلها الألسن في عداد المآثر، وإلى ما شاء الله أن تذكر، فما أفضل التَّمسُّك بالمنهج القويم! وما أوجب الحثّ عليه من ذوي العلم وقادة الأمة! فالتَّساهل في كل شيء قد أودى بنا إلى هذا الانحطاط، الذي أثقل كاهلنا، أليس من هديه -عليه الصلاة والسلام- قوله:«لتأمرنَّ بالمعروف، ولتنهونَّ عن المنكر، أو ليسلطنَّ اللهُ عليكم شراركم، فيدعو خيارُكم، فلا يستجاب لهم»(١) .
(١) أخرجه الترمذي (٢١٦٩) ، وأحمد (٥/٣٨٨، ٣٩٠، ٣٩١) ، وفي «الزهد» (٢/١٣٦) ، وابن أبي الدنيا في «الأمر بالمعروف» (رقم ١٢) -ومن طريقه عبد الغني المقدسي في «الأمر بالمعروف» (٤٨) -، والبيهقي (١٠/٩٣) ، والخطيب في «تالي تلخيص المتشابه» (٢/٥٢٨-٥٢٩ رقم ٣٢٢ - بتحقيقي) ، وأبو نعيم في «الحلية» (١/٢٧٩) ، والمزي في «تهذيب الكمال» (٤/٤٠٧ و١٥/٢٣٤) ، والذهبي في «السير» (١٨/٢٩٨) من حديث حذيفة، وبعضهم وقفه عليه. وحسنه الترمذي. وفي الباب عن جمع.