للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• عبد الرزاق [١٢٥٨٩] أخبرنا ابن جريج قال أخبرني ابن أبي لبيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن امرأة جاءت عمر فقالت: زوجي رجل صدق يقوم الليل ويصوم النهار ولا أصبر على ذلك قال فدعاه فقال لها من كل أربعة أيام يوم وفي كل أربع ليال ليلة. اهـ عبد الله بن أبي لبيد ثقة، مرسل. وقال عبد الرزاق [١٢٥٨٦] عن الثوري عن جابر ومالك بن مغول عن الشعبي قال: جاءت امرأة إلى عمر فقالت زوجي خير الناس يقوم الليل ويصوم النهار فقال عمر لقد أحسنت الثناء على زوجك فقال كعب بن سور لقد اشتكت فأعرضت الشكية فقال عمر اخرج مما قلت قال أرى أن تنزله بمنزلة رجل له أربع نسوة له ثلاثة أيام ولياليهن ولها يوم وليلة. عبد الرزاق [١٢٥٨٧] عن ابن عيينة عن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي قال أتت امرأة عمر فقالت يا أمير المؤمنين زوجي خير الناس يصوم النهار ويقوم الليل والله إني لأكره أن أشكوه وهو يعمل بطاعة الله عز وجل والسلام عليكم ورحمة الله فقال كعب بن سور ما رأيت كاليوم شكوى أشد ولا عدوى أجمل فقال عمر ما تقول قال تزعم أنه ليس لها من زوجها نصيب قال فإذا فهمت ذلك فاقض بينهما قال يا أمير المؤمنين أحل الله من النساء مثنى وثلاث ورباع فلها من كل أربعة أيام يوم يفطر ويقيم عندها ومن كل أربع ليال ليلة يبيت عندها.

ابن سعد [٩٦٧٦] أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا مالك بن مغول قال: سمعت الشعبي قال: جاءت امرأة إلى عمر بن الخطاب، فقالت: أشكو إليك خير أهل الدنيا إلا رجلا سبقه بعمل، أو عمل بمثل عمله، يقوم الليل حتى يصبح، ويصوم النهار حتى يمسي، ثم تجلاها الحياء، فقالت: أقلني يا أمير المؤمنين فقال: جزاك الله خيرا، قد أحسنت الثناء، قد أقلتك، فلما ولت قال كعب بن سور: يا أمير المؤمنين، لقد أبلغت إليك في الشكوى، فقال: ما اشتكت؟ قال: زوجها، قال: علي المرأة، فقال لكعب: اقض بينهما، قال: أقضي وأنت شاهد؟ قال: إنك قد فطنت إلى ما لم أفطن، قال: إن الله يقول: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) صم ثلاثة أيام، وأفطر عندها يوما، وقم ثلاث ليال، وبت عندها ليلة. فقال عمر: لهذا أعجب إلي من الأول فرحل به، أو بعثه قاضيا لأهل البصرة. اهـ وهذا مرسل صحيح. يأتي إن شاء الله في غير هذا الموضع.

وقال عبد الرزاق [١٢٥٨٨] عن معمر عن قتادة قال جاءت امرأة إلى عمر فقالت زوجي يقوم الليل ويصوم النهار قال أفتأمريني أن أمنعه قيام الليل وصيام النهار فانطلقت ثم عاودته بعد ذلك فقالت له مثل ذلك ورد عليها مثل قوله الأول فقال له كعب بن سور يا أمير المؤمنين إن لها حقا قال وما حقها قال أحل الله له أربعا فاجعل لها واحدة من الأربع لها في كل أربع ليال ليلة وفي أربعة أيام يوما قال فدعا عمر زوجها وأمره أن يبيت معها من كل أربع ليال ليلة ويفطر من كل أربعة أيام يوما. اهـ مرسل.

وقال أبو داود الطيالسي [٣٢] حدثنا حماد بن يزيد عن معاوية بن قرة المزني قال: أتيت المدينة زمن الأقط والسمن والأعراب يأتون بالبرقان فيبيعونها فإذا أنا برجل طامح بصره ينظر إلى الناس فظننت أنه غريب فدنوت منه فسلمت عليه فرد علي وقال لي: من أهل هذه أنت؟ قلت: نعم فجلست معه فقلت: ممن أنت؟ فقال: من هلال واسمي كهمس أو قال لي: من بني سلول واسمي كهمس ثم قال: ألا أحدثك حديثا شهدته من عمر بن الخطاب؟ فقلت: بلى قال: بينما نحن جلوس عنده إذ جاءت امرأة فجلست إليه فقالت: يا أمير المؤمنين إن زوجي قد كثر شره وقل خيره فقال لها عمر: ومن زوجك؟ قالت: أبو سلمة قال: إن ذاك الرجل رجل له صحبة وإنه لرجل صدق ثم قال عمر لرجل عنده جالس: أليس كذلك؟ فقال: يا أمير المؤمنين لا نعرفه إلا بما قلت فقال عمر لرجل: قم فادعه لي وقامت المرأة حين أرسل إلى زوجها فقعدت خلف عمر فلم يلبث أن جاءا معا حتى جلسا بين يدي عمر فقال عمر: ما تقول في هذه الجالسة خلفي؟ قال: ومن هذه يا أمير المؤمنين؟ قال: هذه امرأتك قال: وتقول ماذا؟ قال: تزعم أنه قد قل خيرك وكثر شرك قال: بئس ما قالت يا أمير المؤمنين إنها لمن صالح نسائها أكثرهن كسوة وأكثرهن رفاهية ولكن فحلها بكيء، قال عمر: ما تقولين؟ فقال: قالت: صدق، فقام إليها عمر بالدرة فتناولها بها ثم قال: أي عدوة نفسها أكلت ماله وأفنيت شبابه ثم أنشأت تخبرين بما ليس فيه فقالت: يا أمير المؤمنين لا تعجل فوالله لا أجلس هذا المجلس أبدا ثم أمر لها بثلاثة أثواب فقال: خذي لما صنعت بك وإياك أن تشتكين هذا الشيخ، كأني أنظر إليها قامت ومعها الثياب ثم أقبل على زوجها فقال: لا يحملنك ما رأيتني صنعت بها أن تسيء إليها، انصرفا فقال الرجل: ما كنت لأفعل ثم قال عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خير أمتي القرن الذي أنا منه ثم الثاني ثم الثالث ثم ينشأ قوم تسبق أيمانهم شهادتهم يشهدون من غير أن يستشهدوا، لهم لغط

في أسواقهم، قال: قال لي كهمس: أفتخاف أن يكون هؤلاء من أولئك ثم قال لي كهمس: إني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بإسلامي ثم غبت عنه حولا ثم أتيته فقلت: يا رسول الله كأنك تنكرني؟ فقال: أجل فقلت: يا رسول الله ما أفطرت منذ فارقتك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن أمرك أن تعذب نفسك صم يوما من الشهر، فقلت: زدني قال: فصم يومين، حتى قال: فصم ثلاثة أيام من الشهر. اهـ صححه الضياء في المختارة. ورواه ابن ماجة وأحمد من وجه آخر مختصرا.

وقال عبد الرزاق [١٢٥٩٠] عن زمعة وغيره عن زيد بن أسلم قال بلغني أن عمر بن الخطاب جاءته امرأة فقالت إن زوجها لا يصيبها فأرسل إلى زوجها فسأله فقال قد كبرت وذهبت قوتي فقال عمر: أتصيبها في كل شهر مرة قال في أكثر من ذلك قال عمر في كم قال: أصيبها في كل طهر مرة قال عمر: اذهبي فإن في هذا ما يكفي المرأة. اهـ مرسل ضعيف.

وقال سعيد بن منصور [٢٤٦٣] نا عطاف بن خالد قال نا زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج ليلة يحرس الناس، فمر بامرأة وهي في بيتها وهي تقول:

تطاول هذا الليل واسود جانبه ... وطال علي أن لا خليل ألاعبه

فوالله لولا خشية الله وحده ... لحرك من هذا السرير جوانبه

فلما أصبح عمر أرسل إلى المرأة، فسأل عنها، فقيل: هذه فلانة بنت فلان، وزوجها غاز في سبيل الله، فأرسل إليها امرأة، فقال: كوني معها حتى يأتي زوجها، وكتب إلى زوجها، فأقفله، ثم ذهب إلى حفصة بنته، فقال لها: يا بنية، كم تصبر المرأة عن زوجها؟ فقالت له: يا أبه، يغفر الله لك أمثلك يسأل مثلي عن هذا؟ فقال لها: إنه لولا أنه شيء أريد أن أنظر فيه للرعية، ما سألتك عن هذا، قالت: أربعة أشهر، أو خمسة أشهر، أو ستة أشهر، فقال عمر: يغزو الناس يسيرون شهرا ذاهبين ويكونون في غزوهم أربعة أشهر، ويقفلون شهرا. فوقت ذلك للناس من سنتهم في غزوهم. ابن شبة في تاريخ المدينة [٢/ ٧٥٩] حدثنا الهيثم بن خارجة قال حدثنا العطاف بن خالد عن زيد بن أسلم قال: خرج عمر رضي الله عنه ليلة بحرس فمر على امرأة وهي في بيتها تقول:

تطاول هذا الليل واسود جابنه ... وطال علي أن لا خليل ألاعبه

فو الله لولا خشية الله وحده ... لحرك من هذا السرير جوانبه

فذهب عنها حتى أصبح يسأل عنها، فقيل هذه فلانة امرأة فلان زوجها غاز، فأرسل إليها عمر رضي الله عنه امرأة وقال: كوني معها حتى يقدم زوجها، وأجرى على المرأة نفقة، وكتب إلى زوجها أن تقفلوه إليها، ودخل على ابنته حفصة رضي الله عنها فقال: يا بنية كم تصبر المرأة عن زوجها، فقالت: يغفر الله لك، مثلك يسأل عن مثل هذا! فقال: والله لولا أنه شئ أريد أن أنظر فيه للرعية ما سألت عنه، فقالت: تصبر المرأة عن زوجها أربعة أشهر وخمسة أشهر، وذلك أن تلك مدة العدة، فقال عمر: يسير الناس إلى غزاتهم شهرا، ثم يرجعون شهرا، ويقيمون أربعة أشهر، فوقت ذلك للناس. وقال حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا حماد بن سلمة عن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر ذات ليلة على امرأة وهي تقول:

تطاول هذا الليل واخضر جانبه ... وأرقني إذ لا خليل ألاعبه

فو الله لولا الله لا شئ غيره ... لحرك من هذا السرير جوانبه

فنظر فإذا زوجها غائب في سبيل الله، فأرسل إليه فقدم. اهـ مرسل حسن.

ورواه البيهقي [١٧٨٥٠] من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الليل، فسمع امرأة تقول:

تطاول هذا الليل واسود جانبه ... وأرقني أن لا حبيب ألاعبه

فقال عمر بن الخطاب لحفصة بنت عمر رضي الله عنها: كم أكثر ما تصبر المرأة عن زوجها؟ فقالت: ستة أو أربعة أشهر. فقال عمر: لا أحبس الجيش أكثر من هذا. اهـ ورواه الحنائي في فوائده [٢٥١] من طريق ابن وهب وابن القاسم عن مالك عن عبد الله بن دينار قال: خرج عمر بن الخطاب من الليل فسمع امرأة تقول:

تطاول هذا الليل واسود جانبه ... وأرقني ألا خليل ألاعبه

فوالله لولا الله أني أراقبه ... لحرك من هذا السرير جوانبه

فسأل عمر بن الخطاب ابنته حفصة: كم أكثر ما تصبر المرأة عن زوجها؟ فقالت: ستة أشهر أو أربعة أشهر قال مالك: أشك أربعة أو ستة لا أدري! فقال عمر: لا أحبس أحدا من الجيوش أكثر من ذلك. اهـ هذا أولى، وهو مرسل صحيح.

وقال عبد الرزاق [١٢٥٩٣] عن ابن جريج قال أخبرني من أصدق أن عمر وهو يطوف سمع امرأة وهي تقول:

تطاول هذا الليل واخضل جانبه ... وأرقني إذ لا خليل ألاعبه

فلولا حذار الله لا شيء مثله ... لزعزع من هذا السرير جوانبه

فقال عمر فما لك قالت أغربت زوجي منذ أربعة أشهر وقد اشتقت إليه فقال أردت سوءا قالت معاذ الله قال فاملكي على نفسك فإنما هو البريد إليه فبعث إليه ثم دخل على حفصة فقال إني سائلك عن أمر قد أهمني فأفرجيه عنه كم تشتاق المرأة إلى زوجها فخفضت رأسها فاستحيت فقال فإن الله لا يستحيي من الحق فأشارت ثلاثة أشهر وإلا فأربعة فكتب عمر ألا تحبس الجيوش فوق أربعة أشهر. اهـ مرسل.

وقال عبد الرزاق [١٢٥٩٤] عن معمر قال بلغني أن عمر بن الخطاب سمع امرأة وهي تقول:

تطاول هذا الليل واسود جانبه ... وأرقني إذ لا حبيب ألاعبه

فلولا الذي فوق السماوات عرشه ... لزعزع من هذا السرير جوانبه

فأصبح عمر فأرسل إليها فقال أنت القائلة كذا وكذا قالت نعم قال ولم قالت أجهزت زوجي في هذه البعوث قال فسأل عمر حفصة كم تصبر المرأة من زوجها فقالت ستة أشهر فكان عمر بعد ذلك يقفل بعوثه لستة أشهر. اهـ رواه ابن أبي الدنيا في العيال [٤٩٥] حدثني عبد الله بن يونس حدثني أبي قال فحدثني الحسن بن دينار عن الحسن مرسلا.

وقال ابن شبّة [٢/ ٧٥٩] حدثنا حيان بن بشر قال حدثنا جرير عن المغيرة قال: سأل عمر حفصة: متى يشتد على المرأة فقد زوجها؟ فقالت: شهرين لا تباليه، وأربعة تكون بين الامرين، والستة الاشهر، فجعل مغازي الناس ستة أشهر. اهـ مرسل.

وقال ابن أبي الدنيا [٤٩٤] حدثنا عبد الله بن يونس بن بكير حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق عن سلمان بن جبير مولى ابن عباس وقد أدرك أصحاب رسول الله قال ما زلت أسمع حديث عمر هذا فإنه خرج ذات ليلة يطوف بالمدينة وكان يفعل ذلك كثيرا فمر بامرأة مغلق عليها بابها وهي تقول فاستمع لها عمر

تطاول هذا الليل تسري كواكبه ... وأرقني أن لا حبيب ألاعبه

فوالله لولا الله لا شيء غيره ... لحرك من هذا السرير جوانبه

يلاعبني طورا وطورا كأنما ... بدا قمر في ظلمة الليل حاجبه

ولكنني أخشى رقيبا موكلا ... بأنفسنا لا يقفر الدهر كاتبه

ثم تنفست الصعداء وقالت أهان على ابن الخطاب وحشتي ببيتي وغيبة زوجي وقلة نفقتي. فقال لها رحمك الله فلما لا أصبح بعث لها نفقة وكسوة، وكتب إلى عامله يسرح لها زوجها. اهـ مرسل. وله طرق، تأتي إن شاء الله في الإمارة.