كتاب العتيق مصنف جامع لفتاوى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

كتاب الطلاق والعدة - ما جاء في الطلاق بلفظ الثلاث - ج: 22 - ص: 500

• ابن أبي شيبة [١٨٠٨٨] حدثنا ابن نمير عن الأعمش عن مالك بن الحارث عن ابن عباس قال: أتاه رجل فقال: إن عمي طلق امرأته ثلاثا، فقال: إن عمك عصى الله فأندمه الله، فلم يجعل له مخرجا. سعيد بن منصور [١٠٦٤] نا سفيان عن الأعمش عن مالك بن الحارث قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: إن عمه طلق امرأته ثلاثا فأكثر. فقال: عصيت الله عز وجل وبانت منك امرأتك، ولم تتق الله عز وجل فيجعل لك مخرجا. نا هشيم قال: أنا الأعمش عن عمران بن الحارث السلمي قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: إن عمه طلق ثلاثا فندم. فقال: عمك عصى الله فأندمه، وأطاع الشيطان فلم يجعل له مخرجا. قال: أرأيت إن أنا تزوجتها عن غير علم منه، أترجع إليه؟ فقال: من يخادع الله عز وجل يخدعه الله. اهـ ورواه ابن بطة في إبطال الحيل [٤٨] من طريق سعيد بن منصور حدثنا هشيم قال حدثنا الأعمش قال حدثنا عمران بن الحارث السلمي عن ابن عباس. وصوابه مالك بن الحارث السلمي. وقال الطحاوي [٤٤٧٦] حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال ثنا أبو حذيفة قال: ثنا سفيان عن الأعمش عن مالك بن الحارث به. ورواه البيهقي من طريق ابن نمير عن الأعمش به. صحيح.

وقال ابن أبي شيبة [١٨١٠٢] حدثنا عباد بن العوام عن هارون بن عنترة عن أبيه قال: كنت جالسا عند ابن عباس فأتاه رجل فقال: يا ابن عباس إنه طلق امرأته مئة مرة وإنما قلتها مرة واحدة فتبين مني بثلاث هي واحدة؟ فقال: بانت منك بثلاث، وعليك وزر سبعة وتسعين. اهـ حسن صحيح.

وقال أبو داود: وروى حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس إذا قال: أنت طالق ثلاثا بفم واحد فهي واحدة. ورواه إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن عكرمة هذا قوله لم يذكر ابن عباس، وجعله قول عكرمة. اهـ هو عن عكرمة أشبه، أكثر الروايات على خلافه، إلا أن يكون قضى ابن عباس في أحوال مختلفة (١).

فقد قال البيهقي في المعرفة [١٤٦٨٨] روى يوسف بن يعقوب القاضي عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة أنه قال: شهدت ابن عباس جمع بين رجل وامرأته طلقها ثلاثا، أتي برجل قال لامرأته: أنت طالق أنت طالق أنت طالق فجعلها واحدة، وأتي برجل قال: لامرأته أنت طالق أنت طالق أنت طالق، ففرق بينهما. اهـ هذا إسناد حسن.

وقال أبو داود [٢١٩٧] حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب عن عبد الله بن كثير عن مجاهد قال: كنت عند ابن عباس فجاءه رجل، فقال: إنه طلق امرأته ثلاثا، قال: فسكت حتى ظننت أنه رادها إليه، ثم قال: ينطلق أحدكم، فيركب الحموقة ثم يقول يا ابن عباس، يا ابن عباس، وإن الله قال: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) وإنك لم تتق الله فلم أجد لك مخرجا، عصيت ربك، وبانت منك امرأتك، وإن الله قال: (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قُبُل عدتهن). اهـ إسماعيل هو ابن علية، صححه ابن حجر والألباني. وهو شاهد لما قبله.

---

(١) - راجع إعلام الموقعين المثال السابع من فصول تغير الفتوى ٣/ ٣٤.