للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• مالك [١٥٤٥] عن داود بن الحصين عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ أنه أخبره عن محمود بن لبيد الأنصاري أن عمر بن الخطاب حين قدم الشام شكا إليه أهل الشام وباء الأرض وثقلها وقالوا: لا يصلحنا إلا هذا الشراب فقال عمر: اشربوا هذا العسل. قالوا: لا يصلحنا العسل فقال رجل من أهل الأرض: هل لك أن نجعل لك من هذا الشراب شيئا لا يسكر؟ قال: نعم فطبخوه حتى ذهب منه الثلثان وبقي الثلث فأتوا به عمر فأدخل فيه عمر إصبعه ثم رفع يده فتبعها يتمطط، فقال: هذا الطلاء، هذا مثل طلاء الإبل، فأمرهم عمر أن يشربوه فقال له عبادة بن الصامت: أحللتها والله، فقال عمر: كلا والله، اللهم إني لا أحل لهم شيئا حرمته عليهم، ولا أحرم عليهم شيئا أحللته لهم. اهـ صحيح.

وقال إسحاق [المطالب العالية ١٨١٥] أخبرنا عبد الله بن يزيد المقري ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن ابن يسار عن سفيان بن وهب الخولاني قال كنت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالشام فقال أهل الذمة إنك كلفتنا أو فرضت علينا أن نرزق المسلمين العسل ولا نجده فقال عمر: إن المسلمين إذا دخلوا أرضا فلم يوطنوا فيها اشتد عليهم أن يشربوا الماء القراح فلا بد لهم مما يصلحهم فقالوا أن عندنا شرابا نصنعه من العنب شيئا يشبه العسل قال فأتوا به فأتوا به فجعل يرفعه بأصبعه فيمده كهيئة العسل فقال كأن هذا طلاء الإبل فدعا بماء فصب عليه ثم خفض فشرب منه وشرب أصحابه وقال ما أطيب هذا فارزقوا المسلمين منه فرزقوهم منه فلبث ما شاء الله ثم إن رجلا خدر منه فقام المسلمون فضربوه بنعالهم وقالوا سكران فقال الرجل لا تقتلوني فوالله ما شربت إلا الذي رزقنا عمر فقام عمر بين ظهراني الناس فقال يا أيها الناس إنما إن بشر لست أحل حلالا ولا أحرم حراما وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ورفع الوحي فأخذ عمر بثوبه فقال إني أبرأ إلى الله تعالى من هذا أن أحل لكم حراما فاتركوه فإني أخاف أن يدخل الناس فيه دخولا وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كل مسكر حرام فدعوه ثم كان عثمان يصنعه ثم كان معاوية يشرب الحلو. اهـ عبد الرحمن بن زياد الإفريقي ضعيف.