للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• مالك [١٧٣٦] عن نافع عن القاسم بن محمد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه الكراهية وقالت: يا رسول الله، أتوب إلى الله وإلى رسوله فماذا أذنبت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما بال هذه النمرقة؟ قالت: اشتريتها لك تقعد عليها وتوسدها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم. ثم قال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة. اهـ رواه البخاري ومسلم. لا أُبعد أن تكون عائشة رفعت الوسادة بارزة كالصور المعلقة، فإذا جاء رسول الله من سفره أنزلتها ليرتفقها.

وقال البخاري [٥٩٥٤] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال سمعت عبد الرحمن بن القاسم وما بالمدينة يومئذ أفضل منه قال سمعت أبي قال سمعت عائشة: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت بقرام لي على سهوة لي فيها تماثيل (١)، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم هتكه وقال: أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله. قالت: فجعلناه وسادة أو وسادتين (٢) اهـ

وقال البخاري [٥٩٥٥] حدثنا مسدد حدثنا عبد الله بن داود عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: قدم النبي صلى الله عليه وسلم من سفر، وعلقت درنوكا فيه تماثيل، فأمرني أن أنزعه، فنزعته. وقال مسلم [٥٦٤٥] حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت على بابي درنوكا فيه الخيل ذوات الأجنحة فأمرني فنزعته. اهـ ورواه أحمد [٢٥٧٨٥] حدثنا وكيع ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قدم النبي صلى الله عليه وسلم من سفر وقد علقت على بأبي درنوكا فيه الخيل أولات الأجنحة قالت: فهتكه. اهـ كأنه غير معالمها لما هتكها. والدرنوك بساط، قاله ابن قتيبة في الغريب.

وقال مسلم [٥٦٤٣] حدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن داود عن عزرة عن حميد بن عبد الرحمن عن سعد بن هشام عن عائشة قالت: كان لنا ستر فيه تمثال طائر وكان الداخل إذا دخل استقبله فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: حولي هذا فإني كلما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا. قالت: وكانت لنا قطيفة كنا نقول علمها حرير فكنا نلبسها. حدثنيه محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدي وعبد الأعلى بهذا الإسناد قال ابن المثنى وزاد فيه يريد عبد الأعلى فلم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطعه. اهـ

وقال ابن رجب في الفتح [٢/ ٤٣١] وذكر ابن أبي عاصم في (كتاب اللباس) له: باب من قال: لا بأس بالصلاة على البساط إذا كان فيه صور: حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم ثنا روح بن عبادة ثنا شعبة عن الشيباني عن عبد الله بن شداد عن ميمونة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على الخمرة وفيها تصاوير. قال ابن رجب: وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من حديث شعبة بدون هذه الزيادة. اهـ قلت: رواه البخاري عن أبي الوليد الطيالسي عن شعبة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على الخمرة. اهـ وكذلك رواه غندر ويحيى بن سعيد وسعيد بن عامر الضبعي وأبو عامر العقدي والنضر بن شميل وعبد الصمد بن عبد الوارث وخالد بن الحارث وعمرو بن مرزوق عن شعبة لم يذكروا التصاوير. ورواه سفيان وجرير وهشيم وعباد بن العوام وغيرهم عن أبي إسحاق الشيباني كذلك.


(١) - وقال أبو عبيد [١/ ٥٠] قال الأصمعي: السَهْوَةُ كالصفّة تكون بين يدي البيت وقال غيره من أهل العلم: السهوة شبيه بالرَّفِّ والطاق يوضع فيه الشيء. قال أبو عبيد: وسمعت غير واحد من أهل اليمن يقولون: السهوة عندنا بيت صغير منحدر في الأرض وسمكه مرتفع من الأرض شبيه بالخزانة الصغيرة يكون فيها المتاع. اهـ وذكر أن القرام ستر رقيق.
(٢) - وقال ابن أبي شيبة [٢٥٨١٠] حدثنا أزهر عن ابن عون قال: دخلت على القاسم وهو بأعلى مكة في بيته، فرأيت في بيته حجلة فيها تصاوير القندس والعنقاء. ابن أبي شيبة [٢٥٧٩٧] حدثنا ابن مبارك عن هشام بن عروة عن أبيه أنه كان يتكئ على المرافق فيها التماثيل الطير والرجال. اهـ صحاح. وقال ابن أبي شيبة [٢٥٨٠٧] حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري أنه كان يكره التصاوير ما نصب منها وما بسط. اهـ صحيح.