• ابن أبي شيبة [٣٣٥٦٧] حدثنا وكيع قال: حدثنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه أن عمر بن الخطاب خطب الناس في الجابية فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: من أحب أن يسأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب، ومن أحب أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت، ومن أحب أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل، ومن أحب أن يسأل عن المال فليأتني، فإن الله جعلني خازنا وقاسما، وذكر الحديث. رواه سعيد بن منصور وابن زنجويه ويعقوب الفسوي وغيرهم عن علي بن رباح مرسلا. وصححه الحاكم.
وقال أحمد [١٥٩٠٥] حدثنا علي بن إسحاق حدثنا عبد الله يعني ابن مبارك قال: أخبرنا سعيد بن يزيد وهو أبو شجاع قال: سمعت الحارث بن يزيد الحضرمي يحدث عن علي بن رباح عن ناشرة بن سمي اليزني قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول في يوم الجابية، وهو يخطب الناس: إن الله عز وجل جعلني خازنا لهذا المال، وقاسمه له، ثم قال: بل الله يقسمه، فذكر الحديث، ولم يذكر قوله في تصنيف العلم. وهو سند صحيح.
وقال الفسوي [١/ ٤٨١] حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال: ثنا عبد الله بن لهيعة قال: حدثني الحارث بن يزيد قال: سمعت علي بن رباح يقول: حدثني ناشرة ابن سمي اليزني قال: كنت أتبع معاذ بن جبل أتعلم منه القرآن، وآخذ منه، فلما كنت بالمدينة وصليت في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فقرأت القرآن، فمر بي رجل فضرب كتفي قال لي: ليس كما تقرأ فلما فرغت أتيت معاذا فأخبرته بقول الرجل. فقال معاذ بن جبل: أتعرفه؟ قلت: نعم. وأريته إياه، فانطلق إليه معاذ فقال: أخبرني هذا أنك رددت عليه ما قرأ. قال: نعم وهو أبي بن كعب نعم يا معاذ بعثك نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فأنزل بعدك قرآن ونسخ بعدك قرآن، فأتني بأصحابك يعرضون علي القرآن. فقال معاذ: يا ناشرة إن أعلم الناس بفاتحة آية وخاتمتها أبي بن كعب، وإن أقدر الناس على كلمة حكمة أبو الدرداء، وإن أعلم الناس بفريضة وأقسمه لها عمر بن الخطاب. اهـ ورواه عثمان بن صالح السهمي وقتيبة عن ابن لهيعة. وهو حديث حسن.
وقال يعقوب بن سفيان [١/ ٤٨٦] حدثنا أبو بكر بن عبد الملك قال: حدثنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: سمعت الزهري يقول: لولا أن زيد بن ثابت كتب الفرائض لرأيت أنها ستذهب من الناس. اهـ كذا قال جعفر، وفيه ضعف.
وقال الدارمي [٢٩٠٨] أخبرنا محمد بن عيسى حدثنا يوسف الماجشون قال قال ابن شهاب: لو هلك عثمان وزيد في بعض الزمان لهلك علم الفرائض، لقد أتى على الناس زمان وما يعلمها غيرهما. ورواه البيهقي [١٢٥٥٣] من طريق محمد بن نصر حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا عارم حدثنا يوسف بن الماجشون قال سمعت ابن شهاب يقول: لو هلك عثمان بن عفان وزيد بن ثابت رضي الله عنهما في بعض الزمان لهلك علم الفرائض إلى يوم القيامة، جاء على الناس زمان وما يحسنه غيرهما. اهـ صحيح.
وروى البيهقي [١٢٥٦١] من طريق عثمان بن أبي شيبة حدثنا ابن المبارك عن عاصم الأحول عن الشعبي قال: علم زيد بن ثابت بخصلتين بالقرآن وبالفرائض. اهـ سند جيد.
وقال أحمد في العلل [١٧٧٦] حدثنا أسود بن عامر قال حدثنا شريك عن الأعمش قال قال لي إبراهيم: خذ فرائض عبد الله. قال: فأخذتها. قال: ثم قال: خذ فرائض علي. قال: فأخذتها. قال: خذ فرائض زيد. قلت: حسبي. قال: خذ فرائض زيد، ودع ما سوى زيد. اهـ سند حسن.
وقال سفيان الثوري في الفرائض [٩] عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: كنت جالسا مع ابن مسعود وحذيفة بن اليمان عند السدة فجاء رجل فسألهما عن فريضة، فنظر أحدهما إلى صاحبه فقلت: تأذنان أن أخبره بقول أخيكم فيها عبد الله بن مسعود، قالا: نعم، فأخبرته، فقالا: إن كنا لنراها كما ذكرت، ولكنا خشينا أن نكون قد نسينا. اهـ كذا وجدته، وهو من رواية خلاد بن يحيى (١)، ورجاله ثقات.
(١) - هذا الكتاب الفرائض هو من جمع أبي بكر الباغندي رحمه الله، رواه عن شيوخه أبي نعيم وقبيصة بن عقبة وخلاد بن يحيى عن الثوري، وكان الباغندي ربما صحف.