• ابن المبارك [١٥٧] عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: كان أبو رفاعة إذا صلى وفرغ من صلاته ودعا، كان في آخر ما يدعو به: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وإذا كانت خيرا لي فتوفني وفاة طاهرة طيبة يغبطني بها من سمع بها من إخواني المسلمين من عفتها وطهارتها وطيبها، واجعله قتلا في سبيلك، واجدعني عن نفسي قال: فخرج في جيش عليهم عبد الرحمن بن سمرة، فخرجت من ذلك الجيش سرية، عامتهم من بني حنيفة، فقال: إني منطلق مع هذه السرية، قال أبو قتادة: ليس ههنا أحد من بني ... ليس في رحلك أحد قال: إن هذا الشيء قد عزم لي عليه، إني لمنطلق، فانطلق معهم، فأطافت السرية بقلعة فيها العدو ليلا، وبات يصلي حتى إذا كان من آخر الليل، توسد ترسه فنام، فأصبح أصحابه ينظرون من أين يأتون مقابلتها من أين يأتونها، ونسوه نائما حيث كان، فبصر به العدو، وأنزلوا عليه ثلاثة أعلاج منهم، فأتوه، فأخذوا سيفه، فقال أصحابه: أبو رفاعة نسيناه حيث كان. فرجعوا إليه، فوجدوا الأعلاج يريدون أن يسلبوه، فأزاحوهم عنه، واجتروه فقال عبد الله بن سمرة: ما شعر أخو بني عدي بالشهادة حتى أتته. اهـ كذا وجدته. ورواه ابن سعد [٩٦٣٧] أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا سليمان بن المغيرة قال: سمعت حميد بن هلال قال: كان أبو رفاعة إذا صلى، ففرغ من صلاته ودعائه، كان آخر ما يدعو به يقول: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، فإذا كانت الوفاة فتوفني وفاة طاهرة طيبة، يغبطني بها من سمع بها من إخواني المسلمين، من عفتها وطهارتها وطيبها، واجعل وفاتي قتلا في سبيلك، واخدعني عن نفسي. قال: فخرج في جيش عليهم عبد الرحمن بن سمرة قال: فخرجت من ذلك الجيش سرية عامتهم من بني حنيفة. قال: فقال: إني لمنطلق مع هذه السرية. قال: فقال أبو قتادة العدوي: ليس هاهنا أحد من بني أخيك، وليس في رحلك أحد قال: فقال: إن هذا لشيء عزم لي عليه، إني لمنطلق.
فانطلق معهم، فأطافت السرية بقلعة، أو بقصر فيه العدو ليلا، وبات يصلي، حتى إذا كان آخر الليل توسد ترسه، فنام، وأصبح أصحابه ينظرون من أين مقاتلتها، من أين يأتونها؟ ونسوه نائما حيث كان. قال: فبصر به العدو، فأنزلوا إليه ثلاثة أعلاج منهم، فأتوه وإنه لنائم، فأخذوا سيفه، فذبحوه، فقال أصحابه: أبو رفاعة نسيناه حيث كنا. قال: فرجعوا إليه، فوجدوا الأعلاج يريدون أن يسلبوه، فأرحلوهم عنه، فاجتروه، فقال عبد الرحمن بن سمرة: ما شعر أخو بني عدي بالشهادة حتى أتته. اهـ كأن بينهما صلة بن أشيم رحمه الله.
وقال ابن المبارك [١٥٨] عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن صلة قال: رأيت كأني أرى أبا رفاعة على ناقة سريعة، وأنا على جمل قطوف، فيردها علي حتى حين أقول الآن أسمعه الصوت، ثم يرسلها، فينطلق، وأتبعه قال: فتأولت أنه طريق أبي رفاعة آخذه، وأنا أكد العمل بعده كدا. الطبراني [١٢٨٣] حدثنا جعفر بن محمد بن حرب العباداني حدثنا أبو ظفر عبد السلام بن مطهر ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال: قال قال صلة بن أشيم: أصيب أبو رفاعة وكنا غزاة فرأيت كأني أرى أبا رفاعة على ناقة سريعة وأنا على جمل قطوف وأنا على أثره فيعرجها حتى أقول الآن أسمعه الصوت ثم يسرحها فتنطلق وأتبعه فأولت رؤياي أنه طريق أبي رفاعة آخذه وأنا أكد العمل بعده كذا. اهـ حسن صحيح.
وروى ابن المبارك [١٥٩] عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: قال أبو رفاعة: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، فقلت: يا رسول الله، رجل غريب يسأل عن دينه، لا يدري ما دينه، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي، وترك خطبته حتى انتهى إلي، فأتي بكرسي خلت قوائمه حديدا، فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه، فجعل يعلمني مما علمه الله عز وجل، ثم أتى خطبته، فأتم آخرها. قال: وكان أبو رفاعة يقول: ما عزبت عني سورة البقرة منذ علمنيها الله عز وجل، أخذت معها ما أخذت من القرآن، وما رفعت ظهري من قيام ليلي قط قال: وكان يسخن لأصحابه الماء في السفر، فيقول: أحسنوا الوضوء من هذا، وسأحسن أنا من هذا. فيتوضأ بالبارد. اهـ كتبته في الطهور، وما قبله دليل على أنه مرسل، وكأن من تمام حديث صلة بن أشيم. والله أعلم.