كذبتُ عليك لا تزالُ تقوفني ... كما قافَ آثارَ الوسيقةِ قائفُ. فقوله: كذبتُ عليك إنما أغراه بنفسه أي عليك بي. فجعل نفسه في موضع رفع ألا تراه قد جاء بالتاء فجعلها اسمه؟ وقال مُعَقّر البارقي: وذُبْيَانِيّةٍ أوصَتْ بَنِيها ... بأنْ كَذَبَ القراطِفُ والقُروفُ. القراطِف القِطف واحدها قَرْطَف; والقروف: الأوعية. قال: فرفع والشعر مرفوع ومعناه: عليكم بالقراطف والقروف. قال أبو عبيد: ومما يحقق الرفع أيضا قول عمر: ثلاثةُ أسفارٍ كذبن عليكم; قال: ولم أسمع في هذا حرفا منصوبا إلا في شيء كان أبو عبيدة يحكيه عن أعرابي نظر إلى ناقة نِضو لرجل فقال: كَذَبَ عليك البزرَ والنَّوى ولم أسمع أحدا يحكي في هذا نصبا غير قول أبي عبيدة هذا. قال ابن علية: والعرب تقول للمريض: كذب عليك العسلَ كذب عليك كذا وكذا أي عليك به. اهـ