• عبد الرزاق [١٩٩٩٤] عن معمر عن قتادة أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي موسى أما بعد فأتزروا وارتدوا وألقوا السراويلات وألقوا الخفاف واحتفوا وانتعلوا وقابلوا بينهما واخشنوا واخشوشنوا واخلولقوا وتمعددوا فإنكم معد وارتموا الأغراض واقطعوا الركب وانزوا على ظهور الخيل نزوا واستقبلوا بوجوهكم الشمس فإنها حمامات العرب وإياكم وزي الأعاجم وتنعمهم وعليكم بلبسة أبيكم إسماعيل. اهـ كذا رواه معمر. وقال ابن الجعد [٩٩٥] أخبرنا شعبة عن قتادة قال سمعت أبا عثمان النهدي يقول: أتانا كتاب عمر بن الخطاب ونحن بأذربيجان مع عتبة بن فرقد أما بعد فائتزوا وارتدوا وانتعلوا وألقوا الخفاف وألقوا السراويلات وعليكم بالشمس فإنها حمام العرب وعليكم بلباس أبيكم إسماعيل وإياكم والتنعم وزي العجم وتمعددوا واخشوشنوا واخلولقوا واقطعوا الركب وانزوا نزوا وارموا الأغراض. ورواه الطبراني في فضل الرمي وتعليمه [٨] حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل السراج حدثنا علي بن الجعد.
ورواه ابن أبي شيبة [٢٥٣٦٦] حدثنا ابن علية عن الجريري عن أبي عثمان قال: كتب عمر إلى أبي موسى: أن قطعوا الركب، وانزوا على الخيل نزوا، وألقوا الخفاف، واحتذوا النعال، وألقوا السراويلات، واتزروا، وارموا الأغراض، وعليكم باللبسة المعدية، وإياكم وهدي العجم، فإن شر الهدي، هدي العجم. الطحاوي [٦٨٦٥] حدثنا حسين بن نصر قال: سمعت يزيد بن هارون قال: ثنا عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال: أتانا كتاب عمر بن الخطاب: اخشوشنوا, واخشوشبوا, واخلولقوا, وتمعددوا كأنكم معد, وإياكم والتنعم, وزي العجم. اهـ صحيح، كتبته في الصلاة وفي اللباس.
ورواه الحارث بن أبي أسامة [٦٠٨] حدثنا يزيد يعني ابن هارون ثنا عاصم عن أبي عثمان قال: كنت مع عتبة بن فرقد بأذربيجان فبعث سحيما ورجلا آخر إلى عمر على ثلاث رواحل وبعث سفطين وجعل فيهما خبيصا, وجعل عليهما أدما وجعل فوق الأدم لبودا, فلما قدم المدينة قيل جاء سحيم مولى عتبة وآخر على ثلاث رواحل فأذن لهما فدخلا فسألهما عمر: أذهبا أو ورقا؟ قالا: لا, قال: فما جئتما به؟ قالا: طعام، قال: طعام رجلين على ثلاث رواحل هاتوا ما جئتم به, فجيء بهما لكشف اللبود والأدم فجاء, فقال بيده فيه فوجده لينا فقال: أكل المهاجرين يشبع من هذا؟ قالا: لا ولكن هذا شيء اختص به أمير المؤمنين فقال: يا فلان هات الدواة, اكتب: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عتبة بن فرقد ومن معه من المؤمنين والمسلمين سلام عليكم, أما بعد, فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو, أما بعد فإنه ليس من كسبك ولا كسب أبيك ولا كسب أمك يا عتبة بن فرقد, فأعاد ثلاثا، ثم قال: أما بعد، فأشبع المسلمين المهاجرين مما تشبع منه في بيتك, فأعادها ثلاثا, وكتب أن انتزوا وارتدوا وانتعلوا وارموا الأغراض وألقوا الخفاف والسراويلات, وعليكم بالمعدية ونهى عن لبس الحرير, وكتب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصبعيه, وجمع السبابة والوسطى, وفي كتاب عمر واقطعوا الركب وانزوا على الخيل نزوا, فقال أبو عثمان: فلقد رأيت الشيخ ينزو فيقع على بطنه وينزو فيقع على بطنه, ثم لقد رأيته بعد ذلك ينزو كما ينزو الغلام. اهـ
روى ابن سعد [٣٨٨١] أخبرنا خالد بن مخلد البجلي قال: أخبرنا عبد الله بن عمر قال: أخبرني زيد بن أسلم عن أبيه قال: رأيت عمر بن الخطاب يأخذ بأذن الفرس ويأخذ بيده الأخرى أذنه، ثم ينزو على متن الفرس. الطبراني [٥٥] حدثنا محمد بن النضر الأزدي ثنا عاصم بن علي ثنا عبد الله بن عمر عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: كان عمر رضي الله عنه يأخذ بأذنه يعني بأذن نفسه ثم يثب على الفرس. ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق [٢٠١] حدثني الحسن بن الصباح نا عبد الله بن وهب عن عبد الله بن عمر عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: رأيت عمر بن الخطاب يمسك أذن فرسه بإحدى يديه، ويمسك أذنه الأخرى، ثم يثب حتى يقعد عليه. اهـ حسن.
وقال ابن أبي شيبة [٢٥٧٦٨] حدثنا شبابة قال: حدثنا المغيرة بن مسلم عن عبد الله بن بريدة قال: كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري: إياك وهذه الركب الحديد. اهـ مرسل جيد. والرُّكُب واحدها ركاب هي موضع القدم من السرج.
وقال ابن أبي شيبة [٢٦٣٢٨] حدثنا ابن عياش عن عاصم عن أبي العدبس قال: سمعت عمر يقول: أخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم، وانتضلوا، وتمعددوا واخشوشنوا، واجعلوا الرأس رأسين، وفرقوا عن المنية، ولا تُلِثّوا بدار معجزة، وأخيفوا الحيات من قبل أن تخيفكم وأصلحوا مثاويكم. اهـ ورواه أبو عبيد عن ابن عياش وزاد فيه: واخشوشبوا (١).
وإسناده ليس بالقوي.
وروى ابن زنجويه في الأموال [٤٠٥] أنا أبو الأسود أنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عراك بن مالك عن عروة بن الزبير عن أبي البختري عن الباهلي أن عمر بن الخطاب قام في الناس خطيبا مدخله من الشام بالجابية، فقال في خطبته: وأدبوا الخيل وانتضلوا وانتعلوا وتسوكوا وتمعددوا، وإياي وأخلاق الأعاجم ومجاورة الخنازير، وأن يرفع بين ظهرانيكم الصليب وأن تقعدوا على مائدة يشرب عليها الخمور. وقال ابن كثير في مسند الفاروق [٧٧٦] روى الحافظ أبو بكر الإسماعيلي من حديث محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني: ثنا بشر بن السري ثنا ابن لهيعة ثنا يزيد بن أبي حبيب عن عراك بن مالك عن عروة عن أبي البختري عن الباهلي أن عمر رضي الله عنه قال بالجابية: تعلموا القرآن تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، فإنه لم يبلغ منزلة ذي حق أن يطاع في معصية الله، واعلموا أنه لا يقرب من أجل ولا يبعد من رزق قول بحق وتذكير بعظيم. واعلموا أن بين العبد وبين رزقه حجاب، فإن صبر أتاه رزقه، وإن اقتحم هتك الحجاب، ولم يدرك فوق رزقه. أدبوا الخيل، وانتضلوا، وانتعلوا، وتسرولوا، وتمعددوا، وإياي وأخلاق العجم، ومجاورة الخنازير، وأن يرفع بين ظهرانيكم صليب، وأن تجلسوا على مائدة يدار عليها الخمر، أو تدخلوا الحمام بغير إزار، أو تدعوا نساءكم يدخلن الحمامات، فإن ذلك لا يحل. وإياي أن تكسبوا من عقد الأعاجم بعد نزولكم في بلادهم ما يحبسكم في أرضهم، فإنه توشكون أن ترجعوا إلى بلادكم، وإياي والصَّغار أن تجعلوه في رقابكم. وعليكم بأموال العرب الماشية، تنزلون بها حيث نزلتم. واعلموا أن الأشربة تصنع من ثلاث: من الزبيب والعسل والتمر، فما عتق منه فهو خمر لا يحل.
واعلموا أن الله لا يزكي ثلاثة ولا ينظر إليهم ولا يقربهم يوم القيامة ولهم عذاب أليم: رجل أعطى إمامه صفقته يريد بها الدنيا، فإن أصابها وفى له، وإن لم يصبها لم يف له، ورجل خرج بسلعته بعد العصر فحلف بالله لقد أعطي بها كذا وكذا فاشتريت لقوله. وسباب المسلم فسوق وقتاله كفر لا يحل لك أن تهجر أخاك فوق ثلاث. ومن أتى ساحرا أو كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. إسناد جيد وله شواهد. اهـ كلامه رحمه الله. غير أن ابن لهيعة ليس بالقوي.
وروى ابن منده في معرفة الصحابة [٧٣٨٦] من طريق سعيد بن أبي مريم حدثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال: قال عمر بن الخطاب، أدبوا الخيل، وانتضلوا، وانتعلوا، وتسوكوا، وإياكم وأخلاق الأعاجم، ومجاورة الخنازير، وأن يوضع بين أظهركم صليب، ولا تجلسوا على مائدة يشرب عليها الخمر، ولا يحل لمؤمن أن يدخل الحمام إلا بمئزر، ولا مؤمنة، إلا من سقم، فإن عائشة حدثتني وهي على فراشها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على فراشي أو على موضع فراشي يقول: أيما مؤمنة وضعت خمارها في غير بيتها إلا هتكت الحجاب فيما بينها وبين ربها عز وجل. اهـ رواه أبو عبيد في الأموال عن ابن أبي مريم مختصرا. وهو منكر. كتبته في اللباس.
وقال أبو يعقوب القراب في فضائل الرمي [٣] أنبأ محمد بن أحمد بن حمزة أنبأ محمد بن المنذر بن سعيد ثنا سعيد بن عثمان التنوخي الحمصي ثنا مصعب بن سعيد ثنا محمد بن محصن عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عبد الرحمن بن الديلمي عن حذيفة قال: كتب عمر إلى أهل الطائف: أيها الناس ارموا واركبوا، والرمي أحب إلي من الركوب، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله عز وجل يدخل بالسهم الواحد الجنة من عمله في سبيله، ومن قوى به في سبيل الله عز وجل، واقطعوا الركب، واركبوها عراة. اهـ ابن محصن كذبوه.
(١) - ثم قال [غريب الحديث ٣/ ٣٢٥] قَوْله: فرّقوا عَن المنيّة وَاجْعَلُوا الرَّأْس رَأْسَيْنِ يَقُول: إِذا أَرَادَ أحدكُم أَن يَشْتَرِي شَيْئا من الْحَيَوَان من مَمْلُوك أَو غَيره من الدوابّ فَلَا يغالين بِهِ فَإِنَّهُ لَا يدْرِي مَا يحدث بِهِ وَلَكِن ليجعل ثمنه فِي رَأْسَيْنِ وَإِن كَانَا دون الأول فَإِن مَاتَ أَحدهمَا بَقِي الآخر. وَقَوله: ولَا تُلِثّوا بدار معْجزَة فالإلثاث الْإِقَامَة يَقُول: لَا تُقِيمُوا بِبَلَد قد أعجزكم فِيهِ الرزق وَلَكِن اضطرِبوا فِي الْبِلَاد وَهَذَا شَبيه بحَديثه الآخر: إِذا اتّجر أحدكُم فِي شَيْء ثَلَاث مَرَّات فَلم يرْزق مِنْهُ فليدعه. وَقد يُفَسر هَذَا تَفْسِيرا آخر يُقَال: إِنَّه أَرَادَ الْإِقَامَة بالثغور مَعَ الْعِيَال. قَالَ: يَقُول: لَيْسَ بِموضع ذُرِّيَّة فَهَذَا هُوَ الإلثاث بدار معْجزَة. وَقَوله: وَأَصْلحُوا مَثَاوِيَكُمْ المثاوي الْمنَازل يُقَال: ثَوَيتُ بِالْمَكَانِ إِذا نزلت بِهِ وأقمت بِهِ وَلِهَذَا قيل لكل نَازل: ثاوٍ. وَهَذَا معنى قِرَاءَة عبد الله (لنثوينهم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفَا) أَي لننزلنهم قَالَ: وَهَكَذَا كَانَ يقْرَأ الْكسَائي. وقَوْله: وَأَخِيفُوا الهوامّ قبل أَن تُخيفكم يَعْنِي دوابّ الأَرْض العقارب والحيات يَقُول: احترسوا مِنْهُنَّ وَلَا يظْهر لكم مِنْهُنَّ شَيْء إِلَّا قَتَلْتُمُوهُ .. وَقَوله: وَاخْشَوْشنُوا هُوَ من الخشونة فِي اللبَاس والمطعم وَاخْشَوْشِبُوا أَيْضا شَبيه بِهِ وكل شيء غليظ خَشِن فَهُوَ أخشب وخَشِب وَهُوَ من الغلظ وابتذال النَّفس فِي الْعَمَل والاحتفاء فِي الْمَشْي ليغلظ الْجَسَد ويجسو. ثم قال: وَقَوله: تمعددوا فِيهِ قَولَانِ يُقَال: هُوَ من الغِلظ أَحْيَانًا وَمِنْه قيل للغلام إِذا شَبّ وغَلظ: قد تمعدد. ثم قال: وَيُقَال: تمعددوا تشبهوا بعيش مَعَدٍّ وَكَانُوا أهل قَشَف وغِلَظ فِي المعاش يَقُول: فكونوا مثلهم ودعوا التنعم وزِيّ الْعَجم. وهكذا هُوَ فِي حَدِيث لَهُ آخر: عَلَيْكُم باللِبسة المَعَدِّية. اهـ