للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• مالك [٩٦٥] عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر الصديق بعث جيوشا إلى الشام فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان وكان أمير ربع من تلك الأرباع فزعموا أن يزيد قال لأبي بكر إما أن تركب وإما أن أنزل، فقال أبو بكر: ما أنت بنازل وما أنا براكب إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله. ثم قال له: إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له، وستجد قوما فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف. وإني موصيك بعشر لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما ولا تقطعن شجرا مثمرا ولا تخربن عامرا ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكلة ولا تحرقن نخلا ولا تفرقنه ولا تغلل ولا تجبن. عبد الرزاق [٩٣٧٥] عن ابن جريج قال أخبرني يحيى بن سعيد أن أبا بكر الصديق بعث الجيوش إلى الشام وبعث أمراء ثم بعث يزيد بن أبي سفيان فقال له وهو يمشي إما أن تركب وإما أن أنزل قال أبو بكر رضوان الله عليه ما أنا براكب وما أنت بنازل إني احتسبت خطاي في سبيل الله ويزيد يومئذ على ربع من الأرباع قال إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله فدعهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له وستجد قوما قد فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر وتركوا منها أمثال العصائب فاضربوا ما فحصوا عنه بالسيف. وإني موصيك بعشر لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا ولا تعقرن نخلا ولا تحرقنها ولا تجبن ولا تغلل. الذين فحصوا عن رؤوسهم الشمامسة واللذين حبسوا أنفسهم الذين في الصوامع. وقال عن الثوري عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر شيع يزيد بن أبي سفيان ثم ذكر نحو حديث ابن جريج. ابن سعد [٦٧٠٤] أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا ابن عيينة عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر شيع يزيد بن أبي سفيان حين بعثه إلى الشام.

الطبراني [٦٠٧] حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يزيد بن هارون ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري أن أبا بكر لما بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام خرج يمشي معه فقال له يزيد: إما أن تركب، وإما أن أنزل، فقال: ما أنا براكب، وما أنت بنازل إني أحتسب خطاي. اهـ كذا، والذي وجدت في المصنف عن ابن فضيل. ابن أبي شيبة [٣٣١٢١] حدثنا محمد بن فضيل عن يحيى بن سعيد قال: حدثت أن أبا بكر بعث جيوشا إلى الشام فخرج يتبع يزيد بن أبي سفيان فقال: إني أوصيك بعشر: لا تقتلن صبيا، ولا امرأة، ولا كبيرا هرما، ولا تقطعن شجرا مثمرا، ولا تخربن عامرا، ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكلة، ولا تغرقن نخلا، ولا تحرقنه، ولا تغلل، ولا تجبن. اهـ

ورواه الحاكم [٤٤٧٠] من طريق عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن أبا بكر الصديق لما بعث الجيوش نحو الشام يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة مشى معهم حتى بلغ ثنية الوداع فقالوا: يا خليفة رسول الله تمشي ونحن ركبان. اهـ اختصره الحاكم وصححه. ورواه البيهقي [١٨١٢٥] من طريق أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن أبا بكر رضي الله عنه لما بعث الجنود نحو الشام يزيد بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وشرحبيل ابن حسنة، قال: لما ركبوا مشى أبو بكر مع أمراء جنوده يودعهم حتى بلغ ثنية الوداع، فقالوا: يا خليفة رسول الله، أتمشي ونحن ركبان؟ فقال: إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله.

ثم جعل يوصيهم، فقال: أوصيكم بتقوى الله، اغزوا في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله، فإن الله ناصر دينه، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تجبنوا، ولا تفسدوا في الأرض، ولا تعصوا ما تؤمرون، فإذا لقيتم العدو من المشركين إن شاء الله فادعوهم إلى ثلاث خصال، فإن هم أجابوك فاقبلوا منهم وكفوا عنهم، ادعوهم إلى الإسلام، فإن هم أجابوك فاقبلوا منهم وكفوا عنهم، ثم ادعوهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، فإن هم فعلوا فأخبروهم أن لهم مثل ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين، وإن هم دخلوا في الإسلام واختاروا دارهم على دار المهاجرين فأخبروهم أنهم كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الذي فرض على المؤمنين، وليس لهم في الفيء والغنائم شيء حتى يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا أن يدخلوا في الإسلام فادعوهم إلى الجزية، فإن هم فعلوا فاقبلوا منهم وكفوا عنهم، وإن هم أبوا فاستعينوا بالله عليهم فقاتلوهم إن شاء الله، ولا تغرقن نخلا ولا تحرقنها، ولا تعقروا بهيمة، ولا شجرة تثمر، ولا تهدموا بيعة، ولا تقتلوا الولدان ولا الشيوخ ولا النساء، وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له، وستجدون آخرين اتخذ الشيطان في رءوسهم أفحاصا، فإذا وجدتم أولئك فاضربوا أعناقهم إن شاء الله (١) اهـ كذا رواه يونس، خالفه معمر.

قال عبد الرزاق [٩٣٧٧] عن معمر عن الزهري قال: كان أبو بكر إذا بعث جيوشه إلى الشام قال: إنكم ستجدون قوما قد فحصوا عن رؤوسهم بالسيوف وستجدون قوما قد حبسوا أنفسهم في الصوامع فذرهم بخطاياهم. اهـ هذا أصح.

ورواه البيهقي [١٨١٥٠] من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني صالح بن كيسان قال: لما بعث أبو بكر رضي الله عنه يزيد بن أبي سفيان إلى الشام على ربع من الأرباع، خرج أبو بكر معه يوصيه، ويزيد راكب وأبو بكر يمشي، فقال يزيد: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إما أن تركب وإما أن أنزل. فقال: ما أنت بنازل وما أنا براكب، إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله، يا يزيد إنكم ستقدمون بلادا تؤتون فيها بأصناف من الطعام، فسموا الله على أولها، واحمدوه على آخرها، وإنكم ستجدون أقواما قد حبسوا أنفسهم في هذه الصوامع فاتركوهم وما حبسوا له أنفسهم، وستجدون أقواما قد اتخذ الشيطان على رءوسهم مقاعد - يعني الشمامسة - فاضربوا تلك الأعناق، ولا تقتلوا كبيرا هرما، ولا امرأة، ولا وليدا، ولا تخربوا عمرانا، ولا تقطعوا شجرة إلا لنفع، ولا تعقرن بهيمة إلا لنفع، ولا تحرقن نخلا، ولا تغرقنه، ولا تغدر، ولا تمثل، ولا تجبن، ولا تغلل، (وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز) أستودعك الله وأقرئك السلام. ثم انصرف. اهـ

ورواه عبد الرزاق [٩٣٧٨] عن معمر عن أبي عمران الجوني أن أبا بكر بعث يزيد بن أبي سفيان ثم ذكر نحو حديث معمر عن الزهري. البيهقي [١٨١٥٢] من طريق الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن أبي عمران الجوني أن أبا بكر بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام، فمشى معه يشيعه، قال يزيد بن أبي سفيان: إني أكره أن تكون ماشيا وأنا راكب. قال: فقال: إنك خرجت غازيا في سبيل الله، وإني أحتسب في مشيي هذا معك. ثم أوصاه، فقال: لا تقتلوا صبيا، ولا امرأة، ولا شيخا كبيرا، ولا مريضا، ولا راهبا، ولا تقطعوا مثمرا، ولا تخربوا عامرا، ولا تذبحوا بعيرا ولا بقرة إلا لمأكل، ولا تغرقوا نخلا، ولا تحرقوه. اهـ

وقال سعيد بن منصور [٢٣٨٣] حدثنا عبد الله بن وهب قال: أنا عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه عن عبد الله بن عبيدة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما أمر على الأجناد: يزيد بن أبي سفيان على جند، وعمرو بن العاص على جند، وشرحبيل ابن حسنة على جند، وأمر خالد بن الوليد على جند، ثم جعل يزيد على الجماعة، وخرج معه يشيعه ويوصيه، ويزيد راكب، وأبو بكر يمشي إلى جنبه، فقال يزيد: يا خليفة رسول الله إما أن تركب، وإما أن أنزل وأمشي معك، فقال: إني لست براكب، ولست بتاركك أن تنزل, إني أحتسب هذا الخطو في سبيل الله، يا يزيد إنكم ستقدمون أرضا يقدم إليكم فيها ألوان الأطعمة، فسموا الله إذا أكلتم، واحمدوه إذا فرغتم، يا يزيد، إنكم ستلقون قوما قد فحصوا أوساط رءوسهم فهي كالعصائب، ففلقوا هامهم بالسيوف، وستمرون على قوم في صوامع لهم، احتبسوا أنفسهم فيها، فدعهم حتى يميتهم الله فيها على ضلالتهم، يا يزيد لا تقتل صبيا، ولا امرأة، ولا صغيرا، ولا تخربن عامرا، ولا تعقرن شجرا مثمرا، ولا دابة عجماء، ولا بقرة، ولا شاة إلا لمأكلة، ولا تحرقن نخلا، ولا تغرقنه، ولا تغلل، ولا تجبن. اهـ ابن عبيدة أظنه الربذي أخا موسى.

ورواه البيهقي [١٨١٤٩] من طريق عبد الوهاب بن عطاء أنبأ روح بن القاسم عن يزيد بن أبي مالك الشامي قال: جهز أبو بكر الصديق يزيد بن أبي سفيان بعثة إلى الشام أميرا فمشى معه. وذكر الحديث بمعناه. اهـ هذه مراسيل حسان (٢).

وقال ابن أبي شيبة [٣٣١٣٤] حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج بن أرطاة عن عبد الرحمن بن زيد بن جدعان عن يحيى بن أبي مطيع أن أبا بكر الصديق بعث جيشا فقال: اغزوا بسم الله اللهم اجعل وفاتهم شهادة في سبيلك، ثم إنكم تأتون قوما في صوامع لهم، فدعوهم وما أعملوا أنفسهم له، وتأتون إلى قوم قد فحصوا عن أوساط رءوسهم، أمثال العصب فاضربوا ما فحصوا عنه من أوساط رءوسهم. اهـ كذا وجدته، ولم أتبين من فوق حجاج، وليس هو بالقوي.

وقال أحمد بن علي المروزي في مسند الصديق [٢١] حدثنا أبو نصر التمار قال: أخبرنا كوثر عن نافع عن ابن عمر أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام، فمشى معه نحوا من ميلين، فقيل: يا خليفة رسول الله لو انصرفت، قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمهما الله عن النار. قال: ثم بدا له في الانصراف إلى المدينة، فقام في الجيش فقال: أوصيكم بتقوى الله لا تعصوا، ولا تغلوا، ولا تجبنوا، ولا تغرقوا نخلا، ولا تحرقوا زرعا، ولا تحبسوا بهيمة، ولا تقطعوا شجرة مثمرة, ولا تقتلوا شيخا كبيرا، ولا صبيا صغيرا، وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم للذي حبسوها فذروهم وما حبسوا أنفسهم له، وستجدون أقواما قد اتخذت الشياطين أوساط رءوسهم أفحاصا فاضربوا أعناقهم، وستردون بلدا يغدو عليكم ويروح فيه الطعام والألوان، فلا يأتينكم لون إلا ذكرتم اسم الله عليه، ولا يرفع لون إلا حمدتم الله عز وجل. ثم قال أيضا: بلغنا أن الله تبارك وتعالى يأمر يوم القيامة مناديا فينادي: ألا من كان له عند الله عز وجل شيء فليقم، فيقوم أهل العفو فيكافئهم الله عز وجل بما كان من عفوهم عن الناس. اهـ ورواه أبو القاسم البغوي عن أبي نصر عن كوثر بن حكيم وهو متروك.


(١) - قال عبد الله في العلل لأبيه [٤٧٥٧] قال أبي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد المسيب أن أبا بكر لما بعث الجنود إلى نحو الشام يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة مشى أبو بكر مع أمراء جنوده يودعهم فذكر الحديث بطوله. قال أبي هذا حديث منكر ما أظن من هذا شيئا هذا كلام أهل الشام. أنكره أبي على يونس من حديث الزهري كأنه عنده من حديث يونس عن غير الزهري. اهـ
(٢) - قال أبو عبيد في الغريب [٣/ ٢٣١] في حديث أبي بكر أنه قال في وصيته ليزيد بن أبي سفيان حين وجهه إلى الشام: إنك ستجد قوما قد فحصوا رؤسهم فاضرب بالسيف ما فحصوا عنه وستجد قوما في الصوامع فدعهم وما أعملوا أنفسهم له. أما قوله: قد فحصوا رؤسهم فاضرب بالسيف ما فحصوا عنه فهم الشمامسة الذين قد حلقوا رؤسهم. وأما أصحاب الصوامع فإنه يعني الرهبان. ويروى أنه إنما نهى عن قتلهم لأنه لا يسمعون كلام الناس ولا يعرفون أخبارهم ولا يدلون المشركين على عورة المسلمين ولا يخبرونهم بدخولهم أرضهم فلذلك نهي عن قتلهم، ولو كانوا يعينون على الإسلام وأهله بشيء ما نهى عن قتلهم. اهـ وروى البيهقي [١٨١٥١] من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير وقال لي: هل تدري لم فرق أبو بكر وأمر بقتل الشمامسة، ونهى عن قتل الرهبان؟ فقلت: لا أراه إلا لحبس هؤلاء أنفسهم. فقال: أجل، ولكن الشمامسة يلقون القتال فيقاتلون دون الرهبان، وإن الرهبان دأبهم أن لا يقاتلوا، وقد قال الله عز وجل (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم).اهـ