للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• ابن أبي شيبة [٣٣٤٠٢] حدثنا مروان بن معاوية عن حميد عن أنس قال: حاصرنا تستر فنزل الهرمزان على حكم عمر، فبعث به أبو موسى معي فلما قدمنا على عمر سكت الهرمزان فلم يتكلم فقال عمر: تكلم فقال: كلام حي أو كلام ميت؟ قال: فتكلم فلا بأس. فقال: إنا وإياكم معشر العرب ما خلى الله بيننا، وبينكم، كنا نقتلكم ونقصيكم، فإذا كان الله معكم لم يكن لنا بكم يدان. قال: فقال عمر: ما تقول يا أنس؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين، تركت خلفي شوكة شديدة وعددا كثيرا، إن قتلته أيس القوم من الحياة، وكان أشد لشوكتهم، وإن استحييته طمع القوم فقال: يا أنس: أستحيي قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور؟ فلما خشيت أن يبسط عليه قلت له، ليس لك إلى قتله سبيل فقال عمر: لم؟ أعطاك؟ أصبت منه؟ قلت: ما فعلت ولكنك قلت له: تكلم فلا بأس فقال: لتجيئن بمن يشهد معك، أو لأبدأن بعقوبتك قال: فخرجت من عنده فإذا بالزبير بن العوام قد حفظ ما حفظت، فشهد عنده فتركه، وأسلم الهرمزان وفرض له. أبو عبيد في الأموال [٢٧٤] حدثنا مروان بن معاوية حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: حاصرنا تستر فنزل الهرمزان على حكم عمر رحمه الله، قال أنس: فبعث به أبو موسى معي إلى عمر، فلما قدمنا عليه سكت الهرمزان فلم يتكلم، فقال له عمر: تكلم، فقال: أكلام حي أم كلام ميت؟ فقال: تكلم فلا بأس. فقال الهرمزان: إنا وإياكم معشر العرب ما خلى الله بيننا وبينكم كنا نقتلكم ونقصيكم فلما كان الله معكم لم تكن لنا بكم يدان، فقال عمر: ما تقول يا أنس؟ قلت: يا أمير المؤمنين تركت خلفي شوكة شديدة وعددا كثيرا، إن قتلته يئس القوم من الحياة، فكان أشد لشوكتهم، وإن استحييته طمع القوم. فقال: يا أنس، أستحيي قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور؟. قال أبو عبيد: في الحديث مَجزأة وهو في العربية مجزأة (١).

قال أنس: فلما خشيت أن يبسط عليه، قلت ليس إلى قتله سبيل، قال: لم؟ أعطاك؟ أأصبت منه؟ قلت: ما فعلت، ولكنك قلت: تكلم فلا بأس، فقال عمر: لتجيئن معك بمن يشهد أو لابد من عقوبتك. قال: فخرجت من عنده فإذا الزبير بن العوام قد حفظ ما حفظت، قال: فخلى سبيله فأسلم الهرمزان، وفرض له عمر. حدثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد عن أنس بن مالك، مثل ذلك، أو نحوه. ابن خزيمة في حديثه [٩٦] عن علي بن حجر ثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا حميد عن أنس قال: بعث معي أبو موسى بالهرمزان إلى عمر بن الخطاب، وكان نزل على حكمه، قال: فلما قدمت به قال: فجعل عمر يكلمه فجعل لا يرجع إليه الهرمزان الكلام، قال: فقال له: ما لك لا تكلم؟ فقال: أكلام حي أم كلام ميت؟ قال: تكلم لا بأس، قال: كنا وأنتم يا معشر العرب، ما خلى الله بيننا وبينكم نستعبدكم، ونقصيكم، فلما كان الله معكم لم يكن لنا بكم يدان. قال: ثم كان عمر أراد قتله فقال: فقلت: ليس إلى قتله سبيل، قد قلت له تكلم فلا بأس. فقال: لتأتين معك بشاهد آخر أو لأبدأن بعقوبتك. قال: فخرجت من عنده، فلقيت الزبير بن العوام، فوجدته قد حفظ مثل ما حفظت، قال: فأتاه فشهد على مثل الذي شهدت به، فتركه فأسلم وفرض له. سعيد بن منصور [٢٦٧٠] حدثنا هشيم قال: أنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: لما افتتح أبو موسى تستر فأتي بالهرمزان أسيرا، فقدمت به على عمر بن الخطاب، فقال له: ما لك؟ فقال الهرمزان: بلسان ميت أتكلم أم بلسان حي؟ قال له: تكلم فلا بأس، قال الهرمزان: إنا وإياكم معاشر العرب كنا ما خلى الله بيننا وبينكم لم يكن لكم بنا يدان، فلما كان الله معكم لم يكن لنا بكم يدان.

فأمر بقتله، فقال أنس بن مالك: ليس إلى ذلك سبيل فقد أمنته، قال: كلا، ولكنك ارتشيت منه، وفعلت وفعلت، فقلت: يا أمير المؤمنين ليس إلى قتله سبيل، قال: ويحك أنا استحييه بعد قتله البراء بن مالك، ومجزأة بن ثور؟ ثم قال عمر: هات البينة على ما تقول، فقال له الزبير بن العوام: قد قلت له تكلم، فلا بأس، فدرأ عنه عمر القتل، وأسلم، ففرض له عمر في العطاء على ألف أو ألفين، الشك من هشيم. الشافعي [هق ١٨١٨٣] أنبأ الثقفي عن حميد عن أنس بن مالك قال: حاصرنا تستر فنزل الهرمزان على حكم عمر، فقدمت به على عمر، فلما انتهينا إليه، قال له عمر: تكلم، قال: كلام حي، أو كلام ميت؟ قال: تكلم لا بأس. قال: إنا وإياكم معاشر العرب ما خلى الله بيننا وبينكم، كنا نتعبدكم ونقتلكم ونغصبكم، فلما كان الله معكم لم يكن لنا يدان. فقال عمر: ما تقول؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، تركت بعدي عدوا كثيرا وشوكة شديدة، فإن قتلته يأيس القوم من الحياة ويكون أشد لشوكتهم. فقال عمر: أستحيي قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور؟ فلما خشيت أن يقتله قلت: ليس إلى قتله سبيل قد قلت له: تكلم لا بأس. فقال عمر: ارتشيت وأصبت منه؟ فقال: والله ما ارتشيت ولا أصبت منه. قال: لتأتيني على ما شهدت به بغيرك أو لأبدأن بعقوبتك. قال: فخرجت، فلقيت الزبير بن العوام فشهد معي، وأمسك عمر، وأسلم يعني الهرمزان وفرض له. البيهقي [١٨١٩٣] من طريق يعقوب بن سفيان (٢) ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا حميد ثنا أنس أن الهرمزان نزل على حكم عمر، فقال عمر: يا أنس أستحيي قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور؟ فأسلم وفرض له. اهـ صحيح، وقد علقه البخاري.

وقد رواه ابن أبي شيبة مطولا أكتبه هنا لجودة سياقه: قال الحافظ أبو بكر ابن أبي شيبة [٣٣٨١٣] حدثنا قراد أبو نوح قال: حدثنا عثمان بن معاوية القرشي عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: لما نزل أبو موسى بالناس على الهرمزان ومن معه بتستر, قال: أقاموا سنة أو نحوها لا يخلصون إليه, قال: وقد كان الهرمزان قتل رجلا من دهاقنتهم وعظمائهم, فانطلق أخوه حتى أتى أبا موسى، فقال: ما يجعل لي إن دللتك على المدخل؟ قال: سلني ما شئت, قال: أسألك أن تحقن دمي ودماء أهل بيتي وتخلي بيننا وبين ما في أيدينا من أموالنا ومساكننا, قال: فذاك لك, قال: ابغني إنسانا سابحا ذا عقل ولب يأتيك بأمر بين, قال: فأرسل أبو موسى إلى مجزأة بن ثور السدوسي فقال له: ابغني رجلا من قومك سابحا ذا عقل ولب, وليس بذاك في خطره, فإن أصيب كان مصابه على المسلمين يسيرا, وإن سلم جاءنا سب, فإني لا أدري ما جاء به هذا الدهقان ولا آمن له ولا أثق به, قال: فقال مجزأة: قد وجدت, قال: من هو؟ فأت به, قال, أنا هو, قال أبو موسى: يرحمك الله, ما هذا أردت فابغني رجلا, قال: فقال مجزأة بن ثور: والله لا أعمد إلى عجوز من بكر بن وائل أتداين أم مجزأة بابنها؟ قال: أما إذا أبيت فسر, فلبس الثياب البيض وأخذ منديلا وأخذ معه خنجرا, ثم انطلق إلى الدهقان حتى سنح, فأجاز المدينة فأدخله من مدخل الماء حيث يدخل على أهل المدينة, قال: فأدخله في مدخل شديد يضيق به أحيانا حتى ينبطح على بطنه, ويتسع أحيانا فيمشي قائما, ويحبو في بعض ذلك حتى دخل المدينة, وقد أمر أبو موسى أن يحفظ طريق باب المدينة وطريق السوق ومنزل الهرمزان, فانطلق به الدهقان حتى أراه طريق السور وطريق الباب, ثم انطلق به إلى منزل الهرمزان, وقد كان أبو موسى أوصاه أن لا تسبقني بأمر.

فلما رأى الهرمزان قاعدا وحوله دهاقنته وهو يشرب فقال للدهقان: هذا الهرمزان؟ قال: نعم, قال: هذا الذي لقي المسلمون منه ما لقوا, أما والله لأريحنهم منه, قال: فقال له الدهقان: لا تفعل فإنهم يحرزون ويحولون بينك وبين دخول هذا المدخل, فأبى مجزأة إلا أن يمضي على رأيه على قتل العلج, فأداره الدهقان والأصب أن يكف عن قتله, فأبى, فذكر الدهقان قول أبي موسى له: اتق أن لا تسبقني بأمر, فقال: أليس قد أمرك صاحبك أن لا تسبقه بأمر, فقال: ها أنا والله لأريحنهم منه, فرجع مع الدهقان إلى منزله فأقام يومه حتى أمسى, ثم رجع إلى أبي موسى فندب أبو موسى الناس معه, فانتدب ثلاثمائة ونيف, فأمرهم أن يلبس الرجل ثوبين لا يزيد عليه, وسيفه, ففعل القوم, قال فقعدوا على شاطئ النهر ينتظرون مجزأة أن يأتيهم وهو عند أبي موسى يوصيه ويأمره, قال عبد الرحمن بن أبي بكرة: وليس لهم همٌّ غيره يشير إلى الموت, لأنظرن إلى ما يصنع, والمائدة موضوعة بين يدي أبي موسى, قال: فكأنه استحى أن لا يتناول من المائدة شيئا, قال: فتناول حبة من عنب فلاكها, فما قدر على أن يسيغها وأخذها رويدا فنبذها تحت الخوان, وودعه أبو موسى وأوصاه فقال: مجزأة لأبي موسى: إني أسألك شيئا فأعطنيه قال: لا تسألني شيئا إلا أعطيتكه, قال: فأعطني سيفك أتقلده إلى سيفي, فدعا له بسيفه فأعطاه إياه, فذهب إلى القوم وهم ينظرونه حتى كان في وسطه منهم فكبر ووقع في الماء ووقع القوم جميعا, قال: يقول عبد الرحمن بن أبي بكرة: كأنهم البط فسبحوا حتى جاوزوا, ثم انطلق بهم إلى الثقب الذي يدخل الماء منه فكبر, ثم دخل فلما أفضى إلى المدينة فنظر لم يقم معه إلا خمسة وثلاثون أو ستة وثلاثون رجلا, فقال لأصحابه: ألا أعود إليهم فأدخلهم؟ فقال رجل من أهل الكوفة يقال له الجبان لشجاعته: غيرك فليقل هذا يا مجزأة, إنما عليك نفسك, فامض لما أمرت به, فقال له: أصبت, فمضى بطائفة منهم إلى الباب فوضعهم عليه ومضى

بطائفة إلى السور, ومضى بمن بقي حتى صعد إلى السور, فانحدر عليه علج من الأساورة معه, فنزل فطعن مجزأة فأثبته, فقال مجزأة: امضوا لأمركم, لا يشغلنكم عني شيء, فألقوا عليه برذعة ليعرفوا مكانه ومضوا, وكبر المسلمون على السور وعلى باب المدينة وفتحوا الباب وأقبل المسلمون على عادتهم حتى دخلوا المدينة, قال: قيل للهرمزان: هذا العرب قد دخلوا, قال: لا شك أنهم قد رحسوها, قال: من أين دخلوا؟ أمن السماء, قال: وتحصن في قصبة له, وأقبل أبو موسى يركض على فرس له عربي حتى دخل على أنس بن مالك وهو على الناس, قال: لكن نحن يا أبا حمزة لم نصنع اليوم شيئا, وقد قتلوا من القوم من قتلوا, وأسروا من أسروا, وأطافوا بالهرمزان لقصبته إليه حتى أمنوه, ونزل على حكم عمر بن الخطاب أمير المؤمنين, قال: فبعث بهم أبو موسى مع أنس الهرمزان وأصحابه, فانطلقوا بهم حتى قدموا على عمر, قال: فأرسل إليه أنس: ما ترى في هؤلاء؟ أدخلهم عراة مكتفين, أو آمرهم فيأخذون حليهم وبرمتهم, قال: فأرسل إليه عمر, لو أدخلتهم كما تقول عراة مكتفين لم يزيدوا على أن يكونوا أعلاجا, ولكن أدخلهم عليهم حليهم وبرمتهم حتى يعلم المسلمون ما أفاء الله عليهم, فأمرهم فأخذوا برمتهم وحليهم ودخلوا على عمر, فقال الهرمزان لعمر: يا أمير المؤمنين, قد علمت كيف كنا وكنتم إذ كنا على ضلالة جميعا, كانت القبيلة من قبائل العرب ترمي نشابة بعض أساورتنا فيهربون إلى الأرض البعيدة, فلما هداكم الله فكان معكم لم نستطع أن نقاتله, فرجع بهم أنس, فلما أمسى عمر أرسل إلى أنس أن اغد علي بأسراك أضرب أعناقهم, فأتاه أنس فقال: والله يا عمر ما ذاك لك, قال: ولم؟ قال: إنك قد قلت للرجل: تكلم فلا بأس عليك, قال: لتأتيني على هذا ببرهان أو لأسوءنك, قال: فسأل أنس القوم جلساء عمر فقال: أما قال عمر للرجل: تكلم فلا بأس عليك.

قالوا: بلى؟ فكبر ذلك على عمر, قال: أما رفع عمر يديه فأخرجهم عني, فسيرهم إلى قرية يقال لها دهلك، في البحر, فلما توجهوا بهم رفع عمر يديه فقال: اللهم اكسرها بهم ثلاثا. فركبوا السفينة فاندقت بهم وانكسرت, وكانت قريبة من الأرض فخرجوا, فقال رجل من المسلمين: لو دعا أن يغرقهم لغرقوا, ولكن إنما قال: اكسرها بهم. قال: فأقرهم. اهـ أبو نوح اسمه عبد الرحمن بن غزوان. وقال البخاري في التاريخ [١٤٣٦] قال عبد الله بن محمد نا قراد سمع عثمان بن معاوية القرشي عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال قلت لأنظرن ما يفعل مجزأة فقتل. اهـ حديث حسن، على رسم ابن حبان.

وروى عبد الرزاق [٩٤٧٨] عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: فتحت الأهواز وأميرهم أبو موسى أو غيره فدعا مجزأة أو شقيق بن ثور - شك أبو بكر (٣) - فقال انظر لي رجلا من قومك أبعثه في مبعث فقال لئن كان هذا الأمر الذي تريد خيرا ما أحب أن يسبقني إليه أحد من قومي ولئن كان غير ذلك ما أحب أن أوقع فيه أحدا من قومي فابعثني قال إنا دللنا على سرب يدخل منه إلى المدينة قال فبعثه في أناس قال ولا أعلمه إلا قال وعليهم البراء بن مالك قال فدخل مجزأة أو شقيق السرب فلما خرج رموه بصخرة فقتلوه ودخل الناس حتى كثروا وفتحها الله عليهم قال سمعنا أنه كان غلاما ابن عشرين. اهـ هذا مرسل جيد، وسياق الأول أجود.

وروى البيهقي [١٨١٨٢] من طريق عبد الله بن جعفر الرقي ثنا المعتمر بن سليمان ثنا سعيد بن عبيد الله ثنا بكر بن عبد الله المزني وزياد بن جبير عن جبير بن حية قال: بعث عمر الناس من أفناء الأمصار يقاتلون المشركين، قال: فبينما عمر رضي الله عنه كذلك، إذ أتي برجل من المشركين من أهل الأهواز قد أسر، فلما أتي به قال بعض الناس للهرمزان: أيسرك أن لا تقتل؟ قال: نعم، وما هو؟ قال: إذا قربوك من أمير المؤمنين فكلمك فقل: إني أفرق أن أكلمك، فيقول: لا تفرق، فإن أراد قتلك فقل: إني في أمان، إنك قلت لا تفرق. قال: فحفظها الرجل، فلما أتي به عمر قال له في بعض ما يسائله عنه: إني أفرق. يعني، فقال: لا تفرق. قال: فلما فرغ من كلامه ساءله عما شاء الله، ثم قال له: إني قاتلك، قال: فقال: فقد أمنتني. فقال: ويحك ما أمنتك. قال: قلت: لا تفرق. قال: صدق إما لا فأسلم. قال: نعم. فأسلم. ثم ذكر الحديث بطوله. اهـ صحيح، تقدم.

وقال ابن أبي شيبة [٣٣٨٢٠] حدثنا مروان بن معاوية عن حميد عن حبيب أبي يحيى أن خالد بن زيد وكانت عينه أصيبت بالسوس، قال: حاصرنا مدينتها فلقينا حميدا [كذا] وأمير الجيش أبو موسى, وأخذ الدهقان عهده وعهد من معه, فقال أبو موسى: اعزلهم. فعزلهم وجعل أبو موسى يقول لأصحابه: إني لأرجو أن يخدعه الله عن نفسه, فعزلهم وأبقى عدو الله, فأمر به أبو موسى, فنادى وبذل له مالا كثيرا, فأبى وضرب عنقه. حدثنا أبو خالد عن حميد عن حبيب أبي يحيى عن خالد بن زيد عن أبي موسى بنحوه. ابن المنذر [٦٢٢٧] حدثنا علي عن أبي عبيد حدثنا مروان بن معاوية عن حميد الطويل عن حبيب أبي يحيى عن خالد بن زيد وكانت عينه أصيبت بالسوس فقال: حاصرنا مدينتها فلقينا جهدا، وأمير الجيش أبو موسى الأشعري، فصالحه دهقان على أن يفتح له المدينة، ويؤمن مائة من أهله، ففعل، فأخذ عهد أبي موسى ومن معه، فقال أبو موسى: اعزلهم، فجعل يعزلهم، وجعل أبو موسى يقول لأصحابه: إني لأرجو أن يخدعه الله عن نفسه، فعزل المائة، وبقي عدو الله، فأمر به أبو موسى، قال: فنادى، وبذل مالا كثيرا، فأبى عليه، وضرب عنقه. اهـ أبو يحيى لا يعرف.


(١) - أظنه أراد ضم العين، واختاره على الفتح.
(٢) - قال ابن حجر في التغليق [٣/ ٤٨٤] رواه يعقوب بن سفيان في تاريخه عن أحمد بن يونس عن زهير بن معاوية عن حميد قال ثنا أنس فذكره مختصرا. اهـ
(٣) - هو عبد الرزاق.