• مالك [٩٦١] عن زيد بن أسلم قال: كتب أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعا من الروم وما يتخوف منهم فكتب إليه عمر بن الخطاب: أما بعد فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل شدة يجعل الله بعده فرجا وإنه لن يغلب عسر يسرين وإن الله تعالى يقول في كتابه (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).اهـ هذا مرسل.
ورواه ابن المبارك [٢١٧] عن هشام بن سعد قال: سمعت زيد بن أسلم يذكر عن أبيه قال: بلغ عمر بن الخطاب أن أبا عبيدة حصر بالشام، وتألب عليه العدو، فكتب إليه عمر: سلام. أما بعد، فإنه ما نزل بعبد مؤمن من منزلة شدة إلا جعل الله عز وجل بعدها فرجا، ولأن لا يغلب عسر يسرين (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) قال: فكتب إليه أبو عبيدة: سلام. أما بعد، فإن الله عز وجل يقول في كتابه (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو) إلى (متاع الغرور) قال: فخرج عمر بكتابه من مكانه، فقعد على المنبر، فقرأه على أهل المدينة، فقال: يا أهل المدينة، إنما يعرض بكم أبو عبيدة، أو أن ارغبوا في الجهاد. ابن أبي شيبة [١٩٨٣٤] حدثنا وكيع حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: لما أتى أبو عبيدة الشام حصر هو وأصحابه وأصابهم جهد شديد، قال: فكتب إلى عمر، فكتب إليه عمر: سلام عليك، أما بعد، فإنه لم تكن شدة إلا جعل الله بعدها مخرجا, ولن يغلب عسر يسرين، وكتب إليه (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) قال: فكتب إليه أبو عبيدة: سلام، أما بعد, فإن الله تبارك وتعالى قال (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد) إلى آخر الآية، قال: فخرج عمر بكتاب أبي عبيدة فقرأه على الناس، فقال: يا أهل المدينة، إنما كتب أبو عبيدة يعرض بكم ويحثكم على الجهاد، قال زيد: فقال أبي: وإني لقائم في السوق إذ أقبل قوم مبيضين قد اطلعوا من الثنية فيهم حذيفة بن اليمان يبشرون الناس، قال: فخرجت أشتد حتى دخلت على عمر فقلت: يا أمير المؤمنين، أبشر بنصر الله والفتح، فقال عمر: الله أكبر رب قائل لو كان خالد بن الوليد. اهـ هذا سياق حسن، والمرسل أقوى. وهو خبر صحيح.