• ابن سعد [٥٦١٣] أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا ابن عون قال حدثنا موسى بن أنس عن أنس بن مالك قال: لما كان يوم اليمامة جئت إلى ثابت بن قيس بن شماس وهو يتحنط قال: وأومأ بيده، قال: فقلت: يا عم، ألا ترى ما يلقى الناس؟ فقال: الآن يا ابن أخي، ثم أقبل، فقال: هكذا عن وجوهنا نقارع القوم، بئس ما عودتم أقرانكم، ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتقدم فقاتل حتى قتل. اهـ رواه البخاري من طريق ابن عون.
وقال ابن سعد [٥٦١٤] أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن أنس بن مالك أن ثابت بن قيس بن شماس جاء يوم اليمامة وقد تحنط ولبس ثوبين أبيضين تكفن فيهما، وقد انهزم القوم فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء المشركون، وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء، ثم قال: بئس ما عودتم أقرانكم منذ اليوم، خلوا بيننا وبينهم ساعة، فحمل فقاتل حتى قتل. وكانت درعه قد سرقت فرآه رجل فيما يرى النائم فقال له: إنها في قدر تحت إكاف مكان كذا وكذا وأوصاه بوصايا فيما يرى النائم، فنظروا فوجدوا الدرع كما قال، وأنفذوا وصاياه. اهـ أشار إليه البخاري في الصحيح. وصححه الحاكم.
وقال أحمد [١٢٤٢٢] حدثنا هاشم ثنا سليمان عن ثابت عن أنس بن مالك قال: لما نزلت هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) إلى قوله (وأنتم لا تشعرون) وكان ثابت بن قيس بن الشماس رفيع الصوت فقال أنا الذي كنت أرفع صوتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حبط عملي أنا من أهل النار وجلس في أهله حزينا فتفقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق بعض القوم إليه فقالوا له تفقدك رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالك؟ فقال: أنا الذي أرفع صوتي فوق صوت النبي وأجهر بالقول حبط عملي وأنا من أهل النار. فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه بما قال فقال: لا بل هو من أهل الجنة. قال أنس: وكنا نراه يمشي بين أظهرنا ونحن نعلم أنه من أهل الجنة. فلما كان يوم اليمامة كان فينا بعض الانكشاف فجاء ثابت بن قيس بن شماس وقد تحنط ولبس كفنه فقال: بئسما تعودون أقرانكم فقاتلهم حتى قتل. اهـ رواه البخاري ومسلم مختصرا.
وقال ابن أبي عاصم في الجهاد [٢٢٥] حدثنا ابن مصفى قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عطاء الخراساني قال: قدمت المدينة فسألت عمن يحدثني بحديث ثابت بن قيس فأرسلوني إلى ابنته، فسألتها فقالت: سمعت أبي يقول: لما أنزل الله على رسوله (إن الله لا يحب كل مختال فخور). اشتد على ثابت وغلق عليه بابه، وطفق يبكي، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه، فسأله بما كبر عليه منها، فقال: أنا رجل أحب الجمال، وأحب أن أسود قومي، فقال: إنك لست منهم بل تعيش بخير، وتموت بخير، ويدخلك الله الجنة. فلما أنزل الله على رسوله (ولا تجهروا له بالقول) فعل مثل ذلك، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه، فأخبره بما كبر عليه منها، وأنه جهير الصوت، وأنه يتخوف أن يكون ممن حبط عمله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لست منهم، بل تعيش بخير، وتقتل شهيدا، ويدخلك الله الجنة. فلما استنفر أبو بكر المسلمين إلى أهل الردة واليمامة ومسيلمة الكذاب سار ثابت بن قيس فيمن سار، فلما لقوا مسيلمة وبني حنيفة هزموا المسلمين ثلاث مرات، فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة: ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحفرا لأنفسهما حفيرة، فدخلا فيها، فقاتلا حتى قتلا. اهـ رواه الحاكم من طريق بحر بن نصر ثنا بشر بن بكر حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني عطاء الخراساني. يأتي في كتاب التعبير إن شاء الله.
وقال ابن سعد [٥٦٠٥] أخبرنا عمر بن حفص عن ثابت عن أنس قال: لما كان يوم العقبة بفارس، وقد زوي الناس، قام البراء بن مالك فركب فرسه وهي توجأ، ثم قال لأصحابه: بئس ما عودتم أقرانكم عليكم يومئذ. اهـ عمر بن حفص العبدي ضعفوه.