• ابن سعد [٦٦٥٧] أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا مهدي بن ميمون قال، ح وأخبرنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي جميعا قالا حدثنا محمد بن أبي يعقوب عن بشر بن شغاف عن عبد الله بن سلام أنه شهد فتح نهاوند. ابن أبي شيبة [٣٣٧٩٢] حدثنا أبو أسامة قال: ثنا مهدي بن ميمون قال: ثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب عن بشر بن شغاف عن عبد الله بن سلام قال: لما كان حين فتحت نهاوند أصاب المسلمون سبايا من سبايا اليهود, قال: وأقبل رأس الجالوت يفادي سبايا اليهود, قال: وأصاب رجل من المسلمين جارية يسرة صبيحة, قال: فأتاني فقال: لك أن تمشي معي إلى هذا الإنسان عسى أن يثمن لي بهذه الجارية, قال: فانطلقت معه فدخل على شيخ مستكبر له ترجمان فقال لترجمانه: سل هذه الجارية, هل وقع عليها هذا العربي؟ قال: ورأيته غار حين رأى حسنها, قال: فراطنها بلسانه ففهمت الذي قال، فقلت له: أبحت بما في كتابك بسؤالك هذه الجارية على ما وراء ثيابها, فقال لي: كذبت ما يدريك ما في كتابي, قلت: أنا أعلم بكتابك منك, قال: أنت أعلم بكتابي مني؟ قلت: أنا أعلم بكتابك منك, قال: من هذا؟ قالوا: عبد الله بن سلام, قال: فانصرفت ذلك اليوم, قال: فبعث إلي رسولا يعزمه ليأتيني, قال: وبعث إلي بدابة قال: فانطلقت إليه لعمر الله احتسابا رجاء أن يسلم, فحبسني عنده ثلاثة أيام أقرأ عليه التوراة ويبكي, قال: وقلت له: إنه والله لهو النبي الذي تجدونه في كتابكم, قال: فقال لي: كيف أصنع باليهود؟ قال: قلت له: إن اليهود لن يغنوا عنك من الله شيئا؟ قال: فغلب عليه الشقاء وأبى أن يسلم. اهـ صحيح.
وقال إسحاق بن راهويه [المطالب العالية ٢٠٨٦] أخبرنا عمرو بن محمد ثنا أسباط بن نصر الهمداني عن السدي عن عبد خير قال: غزونا مع سلمان بن ربيعة إلى بلنجر فحاصرنا أهلها فبينما نحن كذل إذ رمي سلمان بحجر فأصاب رأسه فقال: إن مت فادفنوني في أصل هذه المدينة فمات فدفناه حيث. قال: فحاصرنا أهلها ففتحنا المدينة وأصبنا سبيا وأموالا كثيرة وأصاب رجل منا ألف درهم وأكثر فلما أقبلنا راجعين انتهيا إلى مكان يقال له السد فلم نطق أن نأخذ فيه حتى استبطنا البحر فخرجنا على موقان وجيلان والديلم فجعلنا لا نمر بقوم إلا سألوننا الصلح وأعطونا الرهن حتى أيس الناس منا ههنا يعني بالكوفة وبكوا علينا، وقال فينا الشعراء. قال فاشترى عبد الله بن سلام رضي الله عنه يهودية بسبعمائة درهم فلما مر برأس الجالوت نزل به فقال عبد الله يا رأس الجالوت هل لك في عجوز من قومك تشتريها مني فقال: نعم فقال: أخذتها وسبعمائة درهم فقال: ولك ربح سبعمائة درهم. قال فقلت لا قال فلا حاجة لي بها قلت والله لتأخذنها بما قامت أو لتكفرن بدينك الذي أنت عليه. فقال: والله لا أشتريها منك بشيء أبدا. قال فقال له عبد الله بن سلام: ادن فدنا منه فقرأ عليه ما في التوراة إنك لا تجد مملوكا من بني إسرائيل إلا اشتريته بما قام فأعتقه قال (وإن يأتوكم أسرى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) الآية فقال والله لأشترينها منك بما قامت قال فإني حلفت أن لا أنقصها من أربعة آلاف درهم قال فجاءه بأربعة آلاف درهم فرد عليه ألفي درهم وأخذ ألفين. قال عبد خير: فلما قدمت أتيت الربيع بن خثيم أسلم عليه وقد أصاب رقيقا كثيرا، قال فقرأ (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) فأعتقهم. اهـ حسنه البوصيري وابن حجر.