للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• ابن أبي شيبة [٣٥٨٣١] حدثنا وكيع قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: كان عمرو بن معدي كرب يمر علينا يوم القادسية ونحن صفوف، فيقول: يا معشر العرب, كونوا أسدا أشداء, فإنما الأسد من أغنى شانه، إنما الفارسي تيس بعد أن يلقي نيزكه. ابن أبي شيبة [٣٣٧٤٣] حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس قال: شهدت القادسية وكان سعد على الناس وجاء رستم فجعل عمرو بن معدي كرب الزبيدي يمر على الصفوف ويقول: يا معشر المهاجرين, كونوا أسودا أشداء أغنى شأنه, إنما الفارسي تيس بعد أن يلقي نيزكه, قال: وكان معهم إسوار لا تسقط له نشابة, فقلنا له: يا أبا ثور, اتق ذاك, قال: فإنا لنقول ذاك إذ رمانا فأصاب فرسه, فحمل عمرو عليه فاعتنقه، ثم ذبحه فأخذ سلبه سواري ذهب كانا عليه ومنطقة وقباء ديباج, وفر رجل من ثقيف فخلا بالمشركين فأخبرهم فقال: إن الناس في هذا الجانب, وأشار إلى بجيلة, قال: فرموا إلينا ستة عشر فيلا عليها المقاتلة, وإلى سائر الناس فيلين قال: وكان سعد يقول يومئذ: سا بجيلة, قال قيس: وكنا ربع الناس يوم القادسية, فأعطانا عمر ربع السواد فأخذناه ثلاث سنين, فوفد بعد ذلك جرير إلى عمر ومعه عمار بن ياسر, فقال عمر: ألا تخبراني عن منزليكم هذين؟ ومع ذلك إني لأسلكها وإني لأتبين في وجوهها أي المنزلين خير؟ قال: فقال جرير: أنا أخبرك يا أمير المؤمنين, أما أحد المنزلين فأدنى نخلة من السواد إلى أرض العرب, وأما المنزل الآخر فأرض فارس وعليها وحرها وبقها يعني المدائن, قال: فكذبني عمار فقال: كذبت, قال: فقال عمر: أنت أكذب, قال: لم؟ قال: ألا تخبرون عن أمير هذا أمجري هو؟ قالوا: لا والله ما هو بمجري ولا عالم بالسياسة فعزله وبعث المغيرة بن شعبة.

سعيد بن منصور [٢٦٩١] حدثنا هشيم قال: أنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: رأيت عمرو بن معدي كرب يوم القادسية وهو يحرض الناس على القتال وهو يقول: أيها الناس، كونوا أسدا أشداء غناء شأناء، إنما الفارسي تيس إذا ألقى نيزكه قال: فبينما هو كذلك إذا أسوار من أساورة فارس قد تواله بنشابة فقيل له: يا أبا ثور إن هذه الأسوار قد توالك بنشابته قال: فرماه فأصاب سية قوس عمرو فكسرها فحمل عليه عمرو فطعنه، فدق صلبه، فنزل إليه، فأخذ سوارين كانا عليه من ذهب ويسلمفا من ديباج قال: فسلم ذلك له. اهـ وروا ابن المنذر والطبراني من طريق سعيد بن منصور وهذا لفظه. ورواه أبو يوسف في الخراج [٤٢] حدثني إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: كانت بجيلة يوم القادسية ربع الناس. قال: ولحق رجل من ثقيف بالفرس يومئذ فقال لهم: إن بأس الناس هاهنا لبجيلة، قال فوجهوا إلينا ستة عشر فيلا وإلى سائر الناس فيلين، قال: والله إن عمرو ابن معديكرب يحرض الناس، وهو يقول: يا معشر المهاجرين كونوا أسدا عنابسة، فإنما الفارسي تيس بعد أن يلقي نيزكه. قال: وأسوار من أساورتهم لا تقع له نشابة فقلت: اتقاء يا أبا ثور، ورماه الفارسي فأصاب فرسه، وحمل عليه عمرو فاعتنقه، وذبحه كما تذبح الشاة وأخذ سلبه سوارين من ذهب وقباء ديباج ومنطقة بالذهب. قال فلما هزم الله المشركين أعطيت بجيلة ربع السواد فأكلوه ثلاث سنين، ثم وفد جرير إلى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فقال له: يا جرير إني قاسم مسئول، لولا ذلك لسلمت لكم ما قسمت لكم، ولكني أرى أن يرد على المسلمين، فرده جرير فأجازه عمر رضي الله تعالى عنهما بثمانين دينارا. (١)

اهـ سند صحيح.


(١) - قال ابن قتيبة في غريب الحديث [٢/ ٥٧٠] َ فِي حَدِيث عَمْرو بن معد يكرب أَنه قَالَ يَوْم الْقَادِسِيَّة: يَا معشر الْمُسلمين كونُوا أسدا عناشا فإنما الْفَارِسِي تَيْس إذا ألقى نيزكه .. حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّد بن عبيد عَن مُعَاوِيَة بن عَمْرو عَن أبي اسحق عَن ابْن عُيَيْنَة عَن اسماعيل بن أبي خَالِد عَن قيس قَالَ: رَأَيْت عمرا يَوْمئِذٍ يَقُول ذَلِك. قَوْله: عناشا هُوَ من عانشت الرجل أَي عانقته وعانشت وعانقت بِمَعْنى وَاحِد. والعناش: مصدر عانشت. يُقَال: رجل عناش عَدو إذ كَانَ يعانق قرنه فِي النزال. كَذَلِك جَاءَ هَذَا الْحَرْف على الْمصدر وَقد يُوصف الرجل بمصدر الفعل. وَفِي هَذَا الحَدِيث أن عمرا حمل على الأسوار فأعتنقه ثمَّ ذبحه وَأخذ سلبه. وَمثله مِمَّا يُوصف بِالْمَصْدَرِ: رجل كرم وَقوم كرم وَنسَاء كرم. لَا يجمع وَلَا يؤنث. قَالَ الشَّاعِر:
وَأَن يعرين أن كسي الْجَوَارِي ... فتنبو الْعين عَن كرم عجاف
وَمِنْه قَول عبيد الله بن جَعْفَر للحسين وَرَأى نَاقَته قَائِمَة على زمامها بالعرج وَكَانَ مَرِيضا: أَيهَا النّوم أَيهَا النّوم وَظن أَنه نَائِم واذا الرجل مُثبت وجعا. وَيُقَال: هَذَا رجل صَوْم وَفطر وَرِجَال صَوْم وَفطر. اهـ