للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• ابن أبي شيبة [٣٣١٩٠] حدثنا وكيع قال: محمد بن راشد عن سليمان بن موسى قال: كتب أبو موسى إلى عمر: إنا لما فتحنا تستر أصبنا خيلا عراضا، فكتب إليه أن تلك البراذين فافرق منها العتاق فأسهم، وألغ ما سوى ذلك (١).

اهـ مرسل لا بأس به.


(١) - قال ابن قتيبة في غريب الحديث [٢/ ٣٢٤] في حديث أبي موسى رضي الله عنه أنه كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنا وجدنا بالعراق خيلا عراضا دكا فما يرى أمير المؤمنين في أسهامها؟ فكتب إليه عمر: تلك البراذين فما قارف العتاق منها فاجعل له سهما واحدا وألغ ما سوى ذلك. يرويه ابن المبارك عن محمد بن راشد عن سليمان بن موسى. الدك: جمع أدك وهو العريض الظهر. ويقال: القصير العريض. ومن ذلك قيل للرابية: دكاء وقيل للجبل الذليل: دك. وجمع دكاء: دكاوات. وجمع الدك دككة. وأرى أصله من دككت الشيء اذا ألصقته بالأرض. قال الله تعالى (فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء) أي مدكوكا ملصقا بالأرض. ويقال للناقة التي لا سنام لها دكاء. وقوله: فما قارف العتاق منها أي دنا وشاكلها ... ثم قال: وأرى عمر في هذا الحديث قد أسهم لما أشبه العتاق من البراذين وألغى غيرها مما لم يشبه العتاق فلم يسهم له. حدثني أبي حدثني أبو حاتم ثنا أبو عبيدة أن الشعبي قال: أول من عرب العراب رجل من وادعة همدان أغارت الخيل فصبحت العدو وأبطأت الكوادن فجاءت ضحى فأسهم للعراب وترك الكوادن. ثم كتب إلى عمر بن الخطاب بذلك فقال: هبلت الوادعي أمه. لقد أذكرني أمرا كنت أنسيته. وقال غير أبي عبيدة: لقد أدكرت به أمرا. وكتب إليه: أن نعم ما صنعت. ومقارفة البراذين العتاق أن تقاربها في اللحوق والسرعة. وأما المقاربة في الخلقة فإنما تقع بين العتيق والهجين وبين المقرف والهجين. وقال أبو عبيدة: الهجنة من قبل الأم والإقراف من قبل الأب. وأنشد لهند بنت النعمان بن بشير في روح بن زنباع:
وهل هند إلا مهرة عربية ... سليلة أفراس تجللها بغل
فان نتجت مهرا كريما فبالحرى .... وإن يك إقراف فمن قبل الفحل
هكذا رواه يعقوب عن من سمعه من أبي عبيدة. والذي حكاه لي أبو حاتم عن أبي عبيدة في كتاب الخيل أنه قال: الإقراف أن يضرب فيها عرق البراذين ولم يذكر من أي جهة ذلك. وروى الأصمعي أن سليمان بن ربيعة الباهلي ميز بين العتاق والهجن لما تشابهت على عمر فدعا بترس أو بطست ماء فوضع بالأرض ثم أوتيت الخيل فشربت منه فما ثنى سنبكه ثم شرب جعله هجينا لأن عنقه قصرت فاحتاج الى أن يثني سنبكه حتى يبلغ الماء وما لم يثن سنبكه جعله عتيقا لأن عنقه طالت فاستغنى عن ثني سنبكه. اهـ