للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• معمر بن راشد [٢٠١٦٤] عن قتادة قال: وقع طاعون بالشام في عهد عمر، فكان الرجل لا يرجع إليه بناقته، فقال عمرو بن العاص وهو أمير الشام يومئذ: تفرقوا من هذا الرجز في هذه الجبال وهذه الأودية، وقال شرحبيل ابن حسنة: بل رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، لقد أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن هذا لأضل من حمار أهله، فقال معاذ بن جبل وسمعه يقول ذلك: اللهم أدخل على آل معاذ نصيبهم من هذا البلاء، قال: فطعنت له امرأتان فماتتا، ثم طعن ابن له فدخل عليه، فقال: الحق من ربك فلا تكونن من الممترين. فقال: ستجدني إن شاء الله من الصابرين. قال: ثم مات ابنه ذلك، فدفنه ثم طعن معاذ فجعل يغشى عليه فإذا أفاق قال: رب غمني غمك، فوعزتك إنك لتعلم أني أحبك، قال: ثم يغشى عليه فإذا أفاق قال مثل ذلك، قال: فأفاق فإذا هو برجل يبكي عنده، قال: ما يبكيك؟ فقال: أما والله ما أبكي على دنيا أطمع أن أصيبها منك، ولكني أبكي على العلم الذي أصيب منك، قال: فلا تبك، فإن العلم لا يذهب والتمسه من حيث التمسه خليل الله إبراهيم، فإذا أنا مت فالتمس العلم عند أربعة نفر عبد الله بن سلام وعبد الله بن مسعود وسلمان وعويمر أبي الدرداء، فإن أعيوك فالناس أعيى، قال: ثم مات. اهـ معمر ليس بالقوي في قتادة.

وقال أحمد [١٧٧٥٣] حدثنا عبد الصمد حدثنا همام قال: حدثنا قتادة عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم قال: لما وقع الطاعون بالشام، خطب عمرو بن العاص الناس، فقال: إن هذا الطاعون رجس، فتفرقوا عنه في هذه الشعاب وفي هذه الأودية، فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة قال: فغضب فجاء وهو يجر ثوبه معلق نعله بيده، فقال: صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمرو أضل من حمار أهله، ولكنه رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، ووفاة الصالحين قبلكم. الطبراني [٧٢٠٩] حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا همام ثنا قتادة ومطر الوراق عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم قال: وقع الطاعون بالشام، فخطبنا عمرو بن العاص، فقال: إن هذا الطاعون رجس، ففروا منه في الأودية والشعاب، فبلغ ذلك شرحبيل ابن حسنة، فقال: كذب عمرو, صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمرو أضل من حمار أهله، ولكنه رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، ووفاة الصالحين قبلكم. اهـ رواه الحاكم من هذا الوجه وسكت عنه.

وقال الطبري [١١٩] حدثنا ابن المثنى قال حدثني عبد الأعلى قال حدثنا داود عن شهر بن حوشب أن عمر بن الخطاب استعمل معاذ بن جبل على دمشق وحمص واستعمل عمرو بن العاص على الأردن وفلسطين. فوقع الطاعون بالشام، فقام معاذ بن جبل خطيبا فقال: يا أيها الناس هذا رحمة ربكم، ودعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم وموت الصالحين قبلكم. ثم قال: اللهم أعط آل معاذ النصيب الأوفى. قال ثم نزل فجاءه الرسول فقال: إن عبد الرحمن قد طعن. قال: فانطلق حتى دخل عليه، فقال: كيف تجدك؟ قال الحق من ربك فلا تكونن من الممترين. قال: ستجدني إن شاء الله من الصابرين. قال: ثم تتابع أهله فيه. قال: ثم إن معاذا طعن. قال: ثم قام عمرو بن العاص في حزبه أو في جنده فقال: إن هذا الرجز قد وقع، فتفرقوا عنه في هذه الشعاب والأودية. فقام شرحبيل بن حسنة فقال: لقد أسلمت وأميركم هذا أضل من جمل أهله. فقال عمرو: صدق لقد أسلم وأنا أضل من جمل أهلي، فانظروا ما يقول لكم فاتبعوه. وقال حدثني سلم بن جنادة قال حدثنا ابن إدريس قال: سمعت داود بن أبي هند يذكر عن شهر بن حوشب قال: لما وقع الطاعون بالشام قام معاذ بن جبل في أصحابه خطيبا فقال: أيها الناس هذا الطاعون أراه قال: رحمة ربكم، ودعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم وميتة الصالحين قبلكم. اللهم اقسم لآل معاذ نصيبهم الأوفى. قال: فلما نزل أتاه آت فقال: إن عبد الرحمن قد أصيب. قال: فأتاه، فقال: يا بني الحق من ربك فلا تكونن من الممترين. فقال: ستجدني إن شاء الله من الصابرين. فمات عبد الرحمن، ومات أهله، حتى كان آخرهم معاذ. وقام عمرو بن العاص في أصحابه، فقال: أيها الناس إن هذا الطاعون رجز فتفرقوا في الشعاب والأودية. فقام شرحبيل بن حسنة فقال: أيها الناس والله لقد أسلمت وأميركم هذا أضل من جمل أهله. إن هذا الطاعون رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وميتة الصالحين قبلكم. فقال عمرو: صدق، فاسمعوا، وأطيعوا، فإنه أعلم مني.

وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء قال: حدثنا أبو معاوية عن داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب عن الحارث بن عميرة الزبيدي قال: وقع الطاعون في الشام، ومعاوية يومئذ بحمص، فقام خطيبا فقال: إن هذا الطاعون رحمة ربكم، ودعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم وموت الصالحين قبلكم. اللهم اقسم لآل معاذ نصيبهم الأوفى منه. ثم ذكر نحوه.

وقال ابن أبي شيبة [٣٠٩٧١] حدثنا أبو معاوية عن داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب عن الحارث بن عميرة الزبيدي قال: وقع الطاعون بالشام فقام معاذ بحمص فخطبهم، فقال: إن هذا الطاعون رحمة ربكم ودعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم وموت الصالحين قبلكم، اللهم اقسم لآل معاذ نصيبهم الأوفى منه، قال: فلما نزل، عن المنبر أتاه آت، فقال: إن عبد الرحمن بن معاذ قد أصيب، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، قال: ثم انطلق نحوه، قال: فلما رآه عبد الرحمن مقبلا، قال: إنه الحق من ربك فلا تكونن من الممترين، قال: فقال: يا بني ستجدني إن شاء الله من الصابرين قال: فمات آل معاذ إنسانا إنسانا حتى كان معاذ آخرهم، قال: فأصيب، فأتاه الحارث بن عميرة الزبيدي، قال: فأغشي على معاذ غشية، قال: فأفاق معاذ والحارث يبكي، قال: فقال معاذ: ما يبكيك؟ قال: فقال: أبكي على العلم الذي يدفن معك، قال: فقال: إن كنت طالب العلم لا محالة فاطلبه من عبد الله بن مسعود ومن عويمر أبي الدرداء ومن سلمان الفارسي، قال: وإياك وزلة العالم، قال: قلت: وكيف لي أصلحك الله أن أعرفها، قال: إن للحق نورا يعرف به، قال: فمات معاذ وخرج الحارث يريد عبد الله بن مسعود بالكوفة، قال: فانتهى إلى بابه فإذا على الباب نفر من أصحاب عبد الله يتحدثون، قال: فجرى بينهم الحديث حتى، قالوا: يا شامي أمؤمن أنت؟ قال: نعم، فقالوا: من أهل الجنة؟ قال: فقال: إن لي ذنوبا لا أدري ما يصنع الله فيها فلو أني أعلم أنها غفرت لي لأنبأتكم أني من أهل الجنة، قال: فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم عبد الله، فقالوا له: ألا تعجب من أخينا هذا الشامي يزعم أنه مؤمن، ولا يزعم أنه من أهل الجنة، قال: فقال عبد الله: لو قلت إحداهما لاتبعتها الأخرى، قال: فقال الحارث: إنا لله وإنا إليه راجعون، صلى الله على معاذ، قال: ويحك ومن معاذ، قال: معاذ بن جبل، قال: وما قال؟ قال: إياك وزلة العالم فأحلف بالله، أنها منك لزلة يا ابن

مسعود، وما الإيمان إلا أنا نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار والبعث والميزان، وإن لنا ذنوبا لا ندري ما يصنع الله فيها، فلو أنا نعلم أنها غفرت لنا لقلنا: إنا من أهل الجنة، فقال عبد الله: صدقت والله إن كانت مني لزلة. ابن سعد [٤٦٢٦] حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن شهر بن حوشب عن الحارث بن عميرة الزبيدي قال: إني جالس عند معاذ بن جبل وهو يموت فهو يغمى عليه مرة ويفيق مرة، فسمعته يقول عند إفاقته: اخنق خنقك، فوعزتك إني لأحبك. الطبراني [٢٣٠] حدثنا أبو مسلم الكشي ثنا عبد الله بن رجاء أنا عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن حديث الحارث بن عميرة عن معاذ بن جبل أنه قال في الطاعون: رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، ووفاة الصالحين قبلكم. الطبراني [٣٦٤] حدثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري عن الحارث بن عميرة الحارثي أن معاذ بن جبل رضي الله عنه طعن فجعل يرسل الحارث بن عميرة إلى أبي عبيدة بن الجراح يسأله كيف هو؟ فأراه أبو عبيدة طعنه خرجت في كفه فتكابر شأنها في نفس الحارث ففرق منها حين رآها فأقسم له أبو عبيدة بالله ما يحب أن له بها حمر النعم (١).اهـ

وقال أحمد [١٦٩٧] حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق حدثني أبان بن صالح عن شهر بن حوشب الأشعري عن رابه رجل من قومه كان خَلَفَ على أمه بعد أبيه كان شهد طاعون عمواس قال: لما اشتعل الوجع، قام أبو عبيدة بن الجراح في الناس خطيبا، فقال: أيها الناس: إن هذا الوجع رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وإن أبا عبيدة يسأل الله أن يقسم له منه حظه. قال: فطعن فمات رحمه الله، واستخلف على الناس معاذ بن جبل، فقام خطيبا بعده فقال: أيها الناس إن هذا الوجع رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وإن معاذا يسأل الله أن يقسم لآل معاذ منه حظه. قال: فطعن ابنه عبد الرحمن بن معاذ، فمات، ثم قام فدعا ربه لنفسه، فطعن في راحته، فلقد رأيته ينظر إليها ثم يقبل ظهر كفه، ثم يقول: ما أحب أن لي بما فيك شيئا من الدنيا. فلما مات استخلف على الناس عمرو بن العاص، فقام فينا خطيبا فقال: أيها الناس إن هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار، فتجبلوا منه في الجبال. قال: فقال له أبو واثلة الهذلي: كذبت والله، لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت شر من حماري هذا. قال: والله ما أرد عليك ما تقول، وايم الله لا نقيم عليه، ثم خرج وخرج الناس فتفرقوا عنه ودفعه الله عنهم. قال: فبلغ ذلك عمر بن الخطاب من رأي عمرو فوالله ما كرهه. اهـ هذا خبر لم يقمه شهر بن حوشب، وليس هو بالحافظ.

وقال أحمد [١٧٧٥٤] حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن يزيد بن خمير عن شرحبيل بن شفعة قال: وقع الطاعون فقال عمرو بن العاص: إنه رجس فتفرقوا عنه، فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة فقال: لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو أضل من بعير أهله، إنه دعوة نبيكم، ورحمة ربكم، وموت الصالحين قبلكم، فاجتمعوا له، ولا تفرقوا عنه. فبلغ ذلك عمرو بن العاص فقال: صدق. حدثنا عفان حدثنا شعبة قال: يزيد بن خمير أخبرني قال: سمعت شرحبيل بن شفعة يحدث عن عمرو بن العاص أن الطاعون وقع، فقال عمرو بن العاص: إنه رجس، فتفرقوا عنه، وقال شرحبيل بن حسنة: إني قد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو أضل من جمل أهله، وربما قال شعبة: أضل من بعير أهله، وأنه قال: إنها رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، فاجتمعوا ولا تفرقوا عنه. قال: فبلغ ذلك عمرو بن العاص فقال: صدق. الطبري [١١٨] حدثنا ابن المثنى قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن يزيد بن خمير عن شرحبيل بن شفعة قال: وقع الطاعون. فقال عمرو بن العاص: إنه رجز فتفرقوا عنه. فبلغ ذلك شرحبيل بن حسنة فقال: لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو أضل من بعير أهله. إنه دعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم ورحمة ربكم، وموت الصالحين قبلكم. فاجتمعوا له، ولا تفرقوا عنه. فبلغ ذلك عمرو بن العاص، فقال: صدق. الطحاوي [٧٠٤٨] حدثنا ابن أبي داود قال: ثنا أبو الوليد قال: حدثنا شعبة عن يزيد بن حميد قال: سمعت شرحبيل بن حسنة (٢) يحدث عن عمرو بن العاص: إن الطاعون وقع بالشام فقال عمرو: تفرقوا عنه فإنه رجز. فبلغ ذلك شرحبيل ابن حسنة فقال: قد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسمعته يقول: إنها رحمة ربكم, ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم, فاجتمعوا له, ولا تفرقوا عليه. فقال عمرو رضي الله عنه: صدق.

الطبراني [٧٢١٠] حدثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم الكشي قالا ثنا حجاج بن المنهال ح وحدثنا أبو مسلم الكشي ثنا سليمان بن حرب قالا ثنا شعبة عن يزيد بن خمير عن شرحبيل بن شفعة قال: وقع الطاعون بالشام، فقام عمرو، فقال: إن هذا الرجس قد وقع، فتفرقوا عنه، قال ابن حسنة: قد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو أضل من حمار أهله، إنما هي رحمة ربكم, ودعوة نبيكم, وموت الصالحين قبلكم، فاجتمعوا له، ولا تفرقوا عنه، فبلغ ذلك عمرا، فقال: صدق. ابن حبان [٢٩٥١] أخبرنا أبو خليفة قال: حدثنا محمد بن كثير العبدي قال: أخبرنا شعبة عن يزيد بن خمير عن شرحبيل بن شفعة عن عمرو بن العاص أن الطاعون وقع بالشام فقال إنه رجز فتفرقوا عنه فقال شرحبيل بن حسنة: إني صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو أضل من حمار أهله أو جمل أهله وقال: إنها رحمة ربكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم فاجتمعوا له ولا تفرقوا عنه. فسمع ذلك عمرو بن العاص فقال: صدق. اهـ صححه ابن حبان.

وقال الطبري [١٢٠] حدثنا ابن بشار قال حدثنا عبد الوهاب قال حدثنا أيوب وحدثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا ابن علية قال حدثنا أيوب عن أبي قلابة أن عمرو بن العاص قال: تفرقوا عن هذا الرجز في الشعاب والأودية، ورؤوس الجبال. فبلغ ذلك معاذ بن جبل فقال: بل هو شهادة ورحمة ودعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم. اللهم أعط معاذا وأهله نصيبهم من رحمتك، فطعن في كفه. قال: أبو قلابة فكنت أقول: لقد عرفت الشهادة والرحمة، وكنت لا أدري ما دعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم حتى سألت عنها، فأخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في صلاته ذات ليلة: فحمى إذا وطاعونا، فحمى إذا وطاعونا. قالها مرتين. فقال رجل: يا رسول الله لقد سمعتك البارحة تدعو بدعاء ما سمعته منك قط؟ فقال: أوسمعته؟ قال: إني استجرت الله لأمتي ألا يهلكهم بسنة بعامة، فأعطانيها. وسألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فيستحييهم، فأعطانيها. وسألته أن لا يلبسهم شيعا ولا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعني أو قال: فأبى علي. فقلت: فحمى إذا وطاعونا. اهـ مرسل جيد.

وقال الطبري [١٢١] وحدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي قال: أخبرنا محمد بن يزيد عن إسماعيل عن طارق بن عبد الرحمن أن الوباء وقع بالشام واستعر حتى قال الناس: ما هذا إلا الطوفان غير أنه ليس ماء. فبلغ ذلك معاذ بن جبل، فقال: اجمعوا الناس فجمعوا. قال: أيها الناس قد بلغني الذي خفتم من هذا الوباء. زعمتم أنه الطوفان وليس كالذي تخافون ولكنه رحمة ربكم، ودعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم، وقبض الصالحين قبلكم، ولكن أخاف عليكم سوى ذلك، أخاف أن يغدو الرجل منكم من بيته لا يدري أمؤمن هو أو منافق. اهـ محمد بن يزيد هو الواسطي، وإسماعيل هو ابن أبي خالد. مرسل حسن.

وقال أحمد [١٧٧٥٦] حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا ثابت حدثنا عاصم عن أبي منيب أن عمرو بن العاص قال في الطاعون في آخر خطبة خطب الناس، فقال: إن هذا رجس مثل السيل، من ينكبه أخطأه، ومثل النار من ينكبها أخطأته، ومن أقام أحرقته وآذته فقال شرحبيل بن حسنة: إن هذا رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وقبض الصالحين قبلكم. وقال أحمد [٢٢٠٨٥] حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا ثابت بن يزيد حدثنا عاصم عن أبي منيب الأحدب قال: خطب معاذ بالشام فذكر الطاعون فقال: إنها رحمة ربكم ودعوة نبيكم، وقبض الصالحين قبلكم. اللهم أدخل على آل معاذ نصيبهم من هذه الرحمة. ثم نزل من مقامه ذلك، فدخل على عبد الرحمن بن معاذ فقال: عبد الرحمن: الحق من ربك فلا تكونن من الممترين فقال معاذ: ستجدني إن شاء الله من الصابرين. الطبري [١٢٦] وحدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن عاصم عن أبي منيب الجرشي قال: خطبنا معاذ حين وقع الطاعون فقال: إن هذا رحمة ربكم ودعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم وقبض الصالحين قبلكم. اللهم أعط آل معاذ حظهم من هذا الأمر. فنزل فوجد ابنه بالموت. فقال: يا أبت الحق من ربك فلا تكونن من الممترين. فقال معاذ ستجدني إن شاء الله من الصابرين. الطبراني [٢٤٣] حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن عاصم بن سليمان عن أبي منيب الجرشي قال: خطبنا معاذ بن جبل حين وقع الطاعون بالشام فقال: إن هذا الأمر رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، اللهم أعط لآل معاذ حظهم من هذا الأمر. اهـ مرسل حسن.

وقال ابن سعد [٤٦٢٥] أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع قال: لما أصيب أبو عبيدة بن الجراح في طاعون عمواس، استخلف معاذ بن جبل واشتد الوجع فقال الناس لمعاذ: ادع الله يرفع عنا هذا الرجز، قال: إنه ليس برجز، ولكنه دعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم، وموت الصالحين قبلكم، وشهادة يختص بها الله من يشاء منكم. أيها الناس، أربع خلال من استطاع أن لا يدركه شيء منهن فلا يدركه، قالوا: وما هي؟ قال: يأتي زمان يظهر فيه الباطل، ويصبح الرجل على دين ويمسي على آخر، ويقول الرجل: والله ما أدري على ما أنا لا يعيش على بصيرة، ولا يموت على بصيرة، ويعطى الرجل المال من مال الله على أن يتكلم بكلام الزور الذي يسخط الله، اللهم آت آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة، فطعن ابناه فقال: كيف تجدانكما؟ قالا: يا أبانا، الحق من ربك فلا تكونن من الممترين. قال: وأنا ستجداني إن شاء الله من الصابرين، ثم طعنت امرأتاه فهلكتا، وطعن هو في إبهامه فجعل يمسها بفيه يقول: اللهم إنها صغيرة فبارك فيها فإنك تبارك في الصغير، حتى هلك. الطبري [٣٦٤] حدثنا غيلان بن عبد الصمد الطيالسي ماغمة ثنا محمد بن عثمان بن كرامة ثنا عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع قال: لما أصيب أبو عبيدة بن الجراح في طاعون عمواس استخلف معاذ بن جبل، واشتد الوجع فقال الناس: يا معاذ، ادع الله يرفع عنا هذا الرجز، فقال: إنه ليس برجز، ولكنه دعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وشهادة يختص الله بها من يشاء منكم. اهـ ابن عبيدة يضعف.

وقال ابن سعد [٤٦٢٨] أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني عن إبراهيم بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين أنه بلغه أنه لما وقع الوجع عام عمواس، قال أصحاب معاذ: هذا رجز قد وقع، فقال معاذ: أتجعلون رحمة رحم الله بها عباده كعذاب عذب الله به قوما سخط عليهم؟ إنما هي رحمة خصكم الله بها، وشهادة خصكم الله بها، اللهم أدخل على معاذ وأهل بيته من هذه الرحمة، من استطاع منكم أن يموت فليمت من قبل فتن ستكون، من قبل أن يكفر المرء بعد إسلامه، أو يقتل نفسا بغير حلها، أو يظاهر أهل البغي، أو يقول الرجل: ما أدري على ما أنا إن مت أو عشت، أعلى حق أو على باطل. اهـ ابن أبي حبيبة ضعيف.

ورواه الحاكم [٥١٨٦] من طريق ابن وهب أخبرني عثمان بن عطاء عن أبيه أن معاذ بن جبل رضي الله عنه قام في الجيش الذي كان عليه حين وقع الوباء، فقال: يا أيها الناس هذه رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، ووفاة الصالحين قبلكم، ثم قال معاذ وهو يخطب: اللهم أدخل على آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة. فبينا هو كذلك إذ أتي فقيل: طعن ابنك عبد الرحمن، فلما أن رأى أباه معاذا، قال: يقول عبد الرحمن: يا أبت، الحق من ربك فلا تكونن من الممترين. قال: يقول معاذ: ستجدني إن شاء الله من الصابرين. فمات من الجمعة إلى الجمعة آل معاذ كلهم ثم كان هو آخرهم. اهـ عثمان بن عطاء الخراساني ضعيف.

وروى أبو عمر في التمهيد [٨/ ٣٧١] من طريق ابن وضاح حدثنا دحيم حدثنا الوليد بن مسلم عن الوليد بن محمد عن الزهري قال: أصاب الناس طاعون بالجابية فقام عمرو بن العاص وقال تفرقوا عنه فإنما هو بمنزلة نار فقام معاذ بن جبل فقال لقد كنت فينا ولأنت أضل من حمار أهلك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هو رحمة لهذه الأمة اللهم فاذكر معاذا وآل معاذ فيمن تذكر بهذه الرحمة قال دحيم حدثنا عفان عن شعبة عن يزيد بن خمير قال سمعت شرحبيل بن شفعة يحدث عن عمرو بن العاص قال وقع الطاعون بالشام فقال عمرو إنه رجس فتفرقوا عنه فقال شرحبيل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنها رحمة بكم ودعوة نبيكم. اهـ الوليد بن محمد الموقَري تركوه.


(١) - سئل الدارقطني في العلل [٩٩٤] عن حديث الحارث بن عميرة عن معاذ قال: إن هذا الطاعون رحمة ربكم ودعوة نبيكم. فقال: يرويه شهر بن حوشب واختلف عنه، فرواه داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب عن الحارث بن عميرة عن معاذ. وخالفه عبد الحميد بن بهرام فرواه عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن الحارث بن عميرة وهو أشبه بالصواب. اهـ
(٢) - كذا، وما هو إلا تصحيف.