للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• أبو داود الطيالسي [١١٨٤] حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء قال: سمعت وكيع بن عدس (١) يحدث عن عمه أبي رزين العقيلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزءا من النبوة، وهي على رجل طائر معلقة ما لم يحدث بها فإذا حدث بها سقطت. قال: وأحسبه قال: ولا تحدث بها إلا حبيبا أو لبيبا. اهـ رواه الترمذي وصححه وابن حبان والحاكم والذهبي. ورواه هشيم عن يعلى وقال فيه: ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت (٢).

رواه ابن أبي شيبة وغيره.


(١) - اختلف في اسم أبيه، فأما الترمذي فرجح رواية شعبة وهشيم عدس، وأما أحمد في العلل فرجح أن الصواب ما قال حماد بن سلمة وأبو عوانة وسفيان قالوا وكيع بن حدس وكان الخطأ عنده ما قال شعبة وهشيم، قال عبد الله ابنه: وأظنه قال: هشيم كان يتابع شعبة.
(٢) - قال الطحاوي في شرح مشكل الآثار [٢/ ١٦٤] فسأل سائل عن معنى قوله: الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، ما هو؟ فكان جوابنا له في ذلك أنه قد يحتمل أن تكون الرؤيا قبل أن تعبر معلقة في الهواء غير ساقطة، وغير عاملة شيئا حتى تعبر، فإذا عبرت عملت حينئذ وذكرها، بأنها على رجل طائر أي أنها غير مستقرة، ومثل ذلك قول الرجل: أنا على جناح طير إذا كان في سفر أي أنني غير مستقر حتى أخرج من سفري فأستقر في مقامي. فقال هذا القائل: فقد عبر أبو بكر في حديث الظلة تلك الرؤيا المذكورة فيها، فقال له النبي عليه السلام: أصبت بعضا، وأخطأت بعضا. فكان معقولا أن ما كان من ذلك خطأ غير عامل فيما عبر من تلك الرؤيا ما عبره منها عليه. فكان جوابنا له في ذلك أن العبارة إنما يكون عملها في الرؤيا إذا عبرت بها إنما تكون تعمل إذا كانت العبارة صوابا، أو كانت الرؤيا تحتمل وجهين اثنين، واحد منهما أولى بها من الآخر فتكون معلقة على العبارة التي تردها إلى أحدهما حتى تعبر عليه، وترد إليه فتسقط بذلك وتكون تلك العبارة هي عبارتها وينتفي عنها الوجه الآخر الذي قد كان محتملا لها، والله نسأله التوفيق .. اهـ وذكر ابن حجر في الفتح [١٢/ ٤٣٢] أن عند سعيد بن منصور بسند صحيح عن عطاء كان يقال الرؤيا على ما أولت. اهـ