• عمر ابن شبة في تاريخ المدينة [٣/ ٨٦٩] حدثنا عمرو بن قسط الرقي قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة بن أبي موسى قال أي عوف بن مالك: كأن الناس اجتمعوا في صعيد واحد، فإذا رجل قد علا الناس بثلاثة أذرع، قال: فقلت: من هذا؟ قالوا: عمر بن الخطاب، فقلت: لم يعلوهم؟ قالوا: إن فيه ثلاث خصال: لا يخاف في الله لومة لائم، وإنه شهيد مستشهد، وإنه خليفة مستخلف. فأتى عوف أبا بكر فأخبره، فأرسل أبو بكر إلى عمر ليبشره، فقال أبو بكر: اقصصها عليه. فلما بلغ: خليفة مستخلف انتهره عمر فأسكته. فلما ولي عمر انطلق إلى الشام فبينما هو يخطب إذ رأى عوف بن مالك فدعاه فصعد معه المنبر فقال له: اقصص رؤياك، فقصها، فقال: أما إني لا أخاف في الله لومة لائم فإني أرجو أن يجعلني الله فيهم، وأما خليفة مستخلف فقد استخلفت، فأسأل الله أن يعينني على ما ولاني، وأما شهيد مستشهد فأنى لي بالشهادة وأنا بين ظهراني جزيرة العرب؟ لست أغزو والناس حولي، ثم قال: ويلي ويلي، بل يأتي بها الله إن شاء الله. اهـ كذا جاء، مرسلا، وكأنه تصحيف صوابه عن أبي موسى.
ورواه ابن سعد [٤٠٥٩] أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة عن أبيه قال: رأى عوف بن مالك أن الناس جمعوا في صعيد واحد، فإذا رجل قد علا الناس بثلاثة أذرع، قلت: من هذا؟ قال: عمر بن الخطاب، قلت: بم يعلوهم؟ قال: إن فيه ثلاث خصال: لا يخاف في الله لومة لائم، وإنه شهيد مستشهد، وخليفة مستخلف، فأتى عوف أبا بكر فحدثه، فبعث إلى عمر فبشره فقال أبو بكر: قص رؤياك، قال: فلما قال: خليفة مستخلف انتهره عمر فأسكته، فلما ولي عمر، انطلق إلى الشام فبينما هو يخطب إذ رأى عوف بن مالك فدعاه فصعد معه المنبر فقال: اقصص رؤياك، فقصها، فقال: أما ألا أخاف في الله لومة لائم فأرجو أن يجعلني الله فيهم، وأما خليفة مستخلف، فقد استخلفت فأسأل الله أن يعينني على ما ولاني، وأما شهيد مستشهد فأنى لي الشهادة وأنا بين ظهراني جزيرة العرب لست أغزو الناس حولي، ثم قال: ويلي ويلي، يأتي بها الله إن شاء الله. البلاذري في أنساب الأشراف [١٠/ ٤٠٩] حدثني محمد بن حاتم بن ميمون ثنا عبد الله بن جعفر الرقي ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة عن أبيه قال: رأى عوف بن مالك أن الناس جمعوا في صعيد واحد وإذا رجل أعلى منهم بقدر ثلاثة أذرع، فقال: من هذا؟ قالوا: عمر بن الخطاب. قال: بماذا يعلوهم؟ قالوا: إن فيه ثلاث خصال: لا يخاف في الله لومة لائم، وإنه خليفة مستخلف، وشهيد مستشهد، فحدث عوف أبا بكر بذلك فدعا عمر فبشره به، فلما ولي عمر، وانطلق إلى الشام رأى عوف بن مالك فقال له: اقصص علي رؤياك فقصها، فقال: أما ألا أخاف في الله لومة لائم فأرجو أن يجعلني الله كذلك، وأما خليفة مستخلف فإني أسأل الله أن يعينني على ما ولاني، وأما شهيد مستشهد فأنى لي بالشهادة وأنا بين ظهراني جزيرة العرب، ولست أغزو والناس حولي، ثم قال: بلى بلى يأتي الله بها إن شاء الله.
وقال ابن شبة [٣/ ٨٦٨] حدثنا أبو داود قال حدثنا المسعودي قال حدثنا سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال: رأيت رؤيا في حياة أبي بكر كأن شيئا نزل من السماء فجعل الناس يتطاولون ففضل الناسَ عمرُ بثلاثة أذرع، فقلت: فيم ذاك؟ فقيل: إنه خليفة من خلفاء الله في الأرض، وإنه لا تأخذه في الله لومة لائم، وإنه يقتل شهيدا، وقال: فقدمت على أبي بكر فقصصتها عليه، فلما أتيت على هذا الموضع: إنه خليفة من خلفاء الله في الأرض، قال عمر: كل ذلك يرى النائم لمكان أبي بكر، فلما استخلف عمر أتى الجابية، فبينما هو يخطب إذ رأى عوف بن مالك فكره أن يدعوه فأومى إليه أن يجلس، وخاف أن ينساه، فلما فرغ من خطبته قال: يا عوف اقصص بقية رؤياك، قال: أوليس قد كرهتها؟ قال: خدعتك أيها الرجل، فقص، فلما قال: إنه خليفة من خلفاء الله في الأرض قال عمر: قد أوتيت ما ترون، وأما قولك لا أخاف في الله لومة لائم، فإني أرجو أن يعلم الله ذلك مني، وأما قولك إن عمر يقتل شهيدا فأنى لي الشهادة وأنا في جزيرة العرب، ولقد رأيت مع ذلك أن ديكا ينقر سرتي فما أمتنع منه بشيء. اهـ
وقال ابن شبة [٣/ ٨٧٠] حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بكر الصديق أن عوف بن مالك قال لأبي بكر الصديق: رأيت فيما يرى النائم كأن سببا دلي من السماء فانتشط رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم دلي فانتشط أبو بكر، ثم ذرع الناس حول المنبر ففضل عمر الناس بثلاث أذرع، فقال عمر: مه، دعنا منك لا أرب لنا في رؤياك، فلما مات أبو بكر واستخلف عمر قال عمر: رؤياك يا عوف، قال: وهل لك في رؤياي من حاجة؟ ألم تنهرني؟ قال: كرهت أن تنعى لخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه، فقال: رأيت كذا، ورأيت كذا فقص عليه الرؤيا كما رآها، فقيل: ما هذه الثلاث الأذرع التي فضل بها عمر الناس إلى المنبر؟ فقيل: أما ذراع فإنه كائن خليفة، وأما الثانية فإنه لا يخاف في الله لومة لائم، وأما الثالثة فإنه شهيد فقال: فقال الله: (ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون) هيه، فقد استخلفت يا ابن أم عمر، فانظر كيف تعمل؟ وأما الشهادة فأنى لعمر بالشهادة والمسلمون يضيعون به؟ ثم قال: أما وإن الله على ما يشاء لقادر، وأما قوله ولا يخاف في الله لومة لائم فما شاء الله. اهـ هذا مرسل. وهو خبر صحيح.
ورواه أبو إسحاق الحربي في غريب الحديث [٢/ ٥٠١] حدثنا حسين بن الأسود حدثنا يونس بن بكير حدثني ابن إسحاق حدثني ابن أبي سلمة جاء رجل في ولاية أبي بكر, فقال: رأيت الناس جمعوا, ورأيت عمر مقدما بين أيديهم بثلاث أذرع, فقيل لي: ذراع للخلافة, وذراع للشهادة, فقال عمر: شيطان لعب به، ونهجه (١).اهـ مرسل.
وقال ابن شبة [٣/ ٨٧١] حدثنا عثمان بن عمر بن فارس قال: حدثنا أسامة بن زيد عن مكحول عن سعد بن مالك قال: رأيت فيما يرى النائم في عهد أبي بكر ستارا نزل من السماء بقدر الناس، ففضلهم عمر بثلاث قصبات، قالوا: بالخلافة والشهادة، وأنه لا تأخذه في الله لومة لائم، قال: فعدوت بها على عمر فقال: فيم أنا وأحلام طسم، فلما استخلف قدم علينا يضع الناس مواضعهم، فأرسل إلي فقال: ما فعلت الرؤيا؟ قلت: زعمت أنها أحلام طسم، فلِمَ تسألني عنها؟ قال: إنك أخبرتني بها، وأبو بكر حي، ولأن أقرب فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من سخط الله أحب إلي من أن أكون على قوم فيهم أبو بكر. اهـ هذا سند ضعيف.
وقال ابن شبة [٣/ ٨٧٢] حدثنا عثمان بن عبد الوهاب بن عبد المجيد قال: حدثنا أبي عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: قال ربيعة بن أمية: رأيت هذا هلك، وكانت بعده لأبي بكر فقال: بفيك الحجر يبقيه الله ويمتعنا به. اهـ مرسل فيه ضعف، وفيه اختصار.
(١) - ثم قال أبو إسحاق: قوله: نهجه, أراد نجهه, يقال: نجهت الرجل: إذا استقبلته بما يكفه عنك.