للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• ابن أبي شيبة [٣٠٠٨٥] حدثنا معاذ بن معاذ عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال: لو بات رجل يعطي القيان البيض (١) وبات آخر يقرأ القرآن أو يذكر الله، لرأيت أن ذلك أو قال أن ذاكر الله أفضل. أبو نعيم في الحلية [١/ ٢٠٤] من طريق إسحاق بن راهويه أخبرنا جرير عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال: لو بات رجل يعطي البيض القيان، وبات آخر يتلو كتاب الله عز وجل ويذكر الله تعالى. قال سليمان: كأنه يرى أن الذي يذكر الله أفضل. اهـ

وقال أحمد في الزهد [٨٢١] حدثنا يحيى بن سعيد عن التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال: لو يعلم الناس عون الله للضعيف ما غالوا بالظهر، قال: إن الله عز وجل يستحيي من العبد يبسط إليه يديه يسأله فيهما خيرا؛ فيردهما خائبين. قال له: لو بات رجل يطاعن الأقران وبات آخر يذكر الله عز وجل رأيت أن ذاكر الله وذاكر القرآن أفضل، قال: ما من رجل يتوضأ، فيحسن الوضوء، ثم يأتي المسجد فلا يأتيه إلا لعبادة، إلا كان زائرا لله عز وجل، وحق على الله كرامة الزائر. اهـ رواه أبو نعيم من هذا الوجه في الحلية. وهذا خبر صحيح، ينتهي إلى معنى واحد. والله أعلم.

وروى البيهقي في الشعب [٢/ ١٦٦] من طريق وكيع عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال: رجل لسلمان: أي الأعمال أفضل؟ قال: ذكر الله أكبر. اهـ سند صحيح.


(١) - قال أبو عبيد في الغريب [٤/ ١٣١] في حديث سلمان رحمه الله لو بات رجل يعطى القِيان البيضَ وبات آخر يقرأ القرآن ويذكر الله تعالى، لرأيت أن ذاكر الله أفضل. قال أبو عمرو وغيره: قوله: القِيان واحدها قَيْنةٌ وهي الأمة; وبعض الناس يظن القينة المغنّية خاصة وليس هو كذلك ولو كانت المغنّية خاصة ما ذكرها سلمان في موضع الفضل والثواب، ولكن كلّ أمة عند العرب قينة. يبين ذلك قول زهير:
ردَّ القِيانُ جِمال الحيِّ فاحتملوا ... إلى الظهيرة أمر بينهم لَبِكُ.
أراد الإماء. وقال أبو عمرو: وكذلك كل عبد هو عند العرب قين; وقد يقال: إنما سميت الماشطة مُقَنِّية لأنها تزين النساء شبهت بالأمة لأنها تصلح البيت وتزينه. اهـ قلت: كأنه أراد عتق العبيد، يقول: يعطي العبيد المال يعتقهم. أو يكون المعنى يعطي البيض السيوف مواليه يجهزهم للغزو في سبيل الله. والله أعلم.