• مسلم [١٧٧٣] حدثنا محمد بن المثنى العنزي حدثنا محمد بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن زرارة أن سعد بن هشام بن عامر أراد أن يغزو في سبيل الله فقدم المدينة فذكر الحديث أنه سأل عائشة قال: قلت يا أم المؤمنين أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم ينهض ولا يسلم ثم يقوم فيصلي التاسعة ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم يسلم تسليما يسمعنا ثم يصلي ركعتين بعد ما يسلم وهو قاعد فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني فلما أسن نبي الله صلى الله عليه وسلم وأخذ اللحم أوتر بسبع وصنع في الركعتين مثل صنيعه الأول فتلك تسع يا بني. الحديث. وقال أبو داود [١٣٤٥] حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد عن سعيد عن قتادة بإسناده نحوه قال: يصلي ثمان ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة فيجلس فيذكر الله عز وجل ثم يدعو ثم يسلم تسليما يسمعنا ثم يصلي ركعتين وهو جالس بعد ما يسلم ثم يصلي ركعة، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني، فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ اللحم أوتر بسبع وصلى ركعتين وهو جالس بعد ما يسلم.
وقال النسائي [١٦٦٢] أخبرنا عمرو بن علي عن عبد الأعلى قال حدثنا هشام عن الحسن عن سعد بن هشام بن عامر قال قدمت المدينة فدخلت على عائشة فذكر الحديث قال قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالليل صلاة العشاء ثم يأوي إلى فراشه فينام فإذا كان جوف الليل قام إلى حاجته وإلى طهوره فتوضأ ثم دخل المسجد فيصلي ثماني ركعات يخيل إلي أنه يسوي بينهن في القراءة والركوع والسجود ويوتر بركعة ثم يصلي ركعتين وهو جالس ثم يضع جنبه فربما جاء بلال فآذنه بالصلاة قبل أن يغفي وربما يغفي وربما شككت أغفى أو لم يغف حتى يؤذنه بالصلاة فكانت تلك صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسن ولحم، فذكرت من لحمه ما شاء الله. قالت وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس العشاء ثم يأوي إلى فراشه فإذا كان جوف الليل قام إلى طهوره وإلى حاجته فتوضأ ثم يدخل المسجد فيصلي ست ركعات يخيل إلي أنه يسوي بينهن في القراءة والركوع والسجود ثم يوتر بركعة ثم يصلي ركعتين وهو جالس ثم يضع جنبه وربما جاء بلال فآذنه بالصلاة قبل أن يغفي وربما أغفى وربما شككت أغفى أم لا حتى يؤذنه بالصلاة قالت فما زالت تلك صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اهـ وهذا أولى، أن تكون الركعتان بعد الوتر هي ركعتي الفجر، غير أن بعض الرواة حكاه بالمعنى فأخطأه. ومع هذا الاختلاف لا يؤخذ إلا بالعصمة. والله أعلم.
وروى أبوسلمة عن عائشة خبر صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فرواه عنه يحيى بن أبي كثير بإثبات الركعتين بعد الوتر، ورواه المقبري المدني عنه بدونها. ورواه ابن أبي لبيد وكان من عُباد أهل المدينة، قال مسلم [١٧٦٠] حدثنا عمرو الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي لبيد سمع أبا سلمة قال أتيت عائشة فقلت: أي أمه أخبريني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: كانت صلاته في شهر رمضان وغيره ثلاث عشرة ركعة بالليل منها ركعتا الفجر. اهـ
وقد روى عنها القاسم بن محمد صلاة رسول الله بالليل، وكان ينكر الركعتين.
قال ابن أبي شيبة [٦٧٨١] حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن القاسم أنه سئل عن الركعتين بعد الوتر؟ فحلف بالله إنهما لبدعة. اهـ سند صحيح، والقاسم أعلم الناس بحديث بعائشة ومذهبها.
وقال مسلم [١٧٦١] حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا حنظلة عن القاسم بن محمد قال سمعت عائشة تقول: كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل عشر ركعات ويوتر بسجدة ويركع ركعتي الفجر فتلك ثلاث عشرة ركعة. اهـ فهما هاتان الركعتان، وروى عروة عنها نحو هذا، وهي رواية أهل المدينة وهم أعلم الناس بها. والله أعلم.