• ابن سعد [٩٧١٦] حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا ابن عون عن محمد قال: أول ما عرف معقل بن يسار عامرا ذكر مكانا عند الرحبة عند المكاريين قال: مر على رجل من أهل الذمة قد أخذ فكلمهم فيه فأبوا فكلمهم فيه فأبوا قال: كذبتم والله لا تظلمون ذمة الله اليوم أو قال: ذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شاهد فنزل فتخلصه منهم فقال الناس: إن عامرا لا يأكل اللحم ولا السمن ولا يصلي في المساجد ولا يتزوج النساء ولا تمس بشرته بشرة أحد ويقول: إني مثل إبراهيم. فأتيته فدخلت عليه وعليه برنس فقلت: إن الناس يزعمون أو يقولون إنك لا تأكل اللحم قال: أما إنا إذا اشتهينا أمرنا بالشاة فذبحت فأكلنا من لحمها، أحدث هؤلاء شيئا لا أدري ما هو. وأما السمن فإني آكل ما جاء من هاهنا وضرب ابن عون يده نحو البادية وقال: لا آكل ما جاء من هاهنا يعني الجبل. وأما قولهم إني لا أصلي في المساجد، فإني إذا كان يوم الجمعة صليت مع الناس ثم أختار الصلاة بعد هاهنا. وأما قولهم إني لا أتزوج النساء فإنما لي نفس واحدة فقد خشيت أن تغلبني. وأما قولهم إني زعمت أني مثل إبراهيم فليس هكذا قلت إنما قلت: إني لأرجو أن يجعلني الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
اهـ ورواه ابن المبارك في الزهد [٨٦٦] حدثنا عون بن عبد الله عن محمد بن سيرين عن معقل بن يسار قال كان أول ما عرفت عامر بن عبد الله العنبري أني رأيته فوصف لي قريبا من رحبة بني سليم وهو على دابة ورجل من أهل الذمة يظلم فنهى عنه فلما أبوا قال كذبتم والله لا تظلم ذمة الله اليوم وأنا شاهد قال فتخلصه فلما كان بعد ذلك أتيته في منزله وكان الناس يقولون إن عامرا لا يأكل السمن ولا يأكل اللحم ولا يتزوج النساء ولا تمس بشرته بشرة أحد ويقول إني مثل ابراهيم فلما دخلت عليه أخرج يده من تحت برنس حتى أخذ بيدي فقلت هذه واحدة فلما تحدثنا قلت إن الناس يقولون إنك لا تأكل اللحم ولا تأكل السمن ولا تزوج النساء وتقول إني مثل إبراهيم قال أما قولهم إني لا آكل اللحم فإن هؤلاء قد صنعوا في الذبائح شيئا لا أدري ما هو فإذا اشتهيت اللحم أمرنا بشاة فاشتريت لنا فذبحناها وأكلنا من لحمها وأما قولهم إني لا آكل السمن فاني لا آكل ما يجيء من ههنا وآكل ما يجيء من ههنا وأما قولهم إني لا أتزوج النساء فإنما هي نفس واحدة لقد كادت أن تغلبني وأما قولهم إني مثل ابراهيم فاني قلت إني لأرجو أن يجعلني الله مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين.
اهـ ورواه أحمد في الزهد [١٢٣٥] حدثنا روح حدثنا عون عن محمد قال قيل عند عبد الله بن عامر أن عامر بن عبد قيس العنبري لا يأكل اللحم ولا يأكل السمن ولا يقرب النساء ولا يمس جلده جلد أحد ولا يقرب المساجد ويزعم أنه خير من إبراهيم فدخل معقل بن يسار على عبد الله بن عامر وقد تحدثوا عنده بهذا وكان معقل خليلا لعامر بن عبد قيس فقال عبد الله بن عامر لمعقل بن يسار ألا ترى ما يقول هؤلاء لخليلك قال وما يقولون قال يقولون كذا ويقولون كذا للذي قالوا فما كلمهم معقل حتى خرج فركب دابته فاتى عامرا وهو في داره فاذا هو قاعد في مسجده وعليه برنس فجاء فجلس اليه فقال له معقل أتيتك من عند هؤلاء وإنهم حدثوني عنك حديثا قال حسبت أنه قال فأفزعني فقال عامر وما حدثوك قال يزعمون أنك تفعل كذا وتفعل كذا للذي ذكروا قال فما كلمه عامر بكلمة حتى أخرج يده من برنسه فقبض على يده ثم قال أما قولهم لا يأكل اللحم فإنهم يشترون العلج من السبي الذي لا يفقه الاسلام فيذبح وأنا إذا اشتهيت اللحم أرسلنا إلى شاة فذبحناها وأما قولهم لا يأكل السمن فاني آكل السمن الذي يجيء من أرض العرب وأما الذي يجيء من أرض العجم فإني لا ادري ما يخالطه فذلك الذي يحملني على تركه وأما قولهم لا يقرب النساء فوالله ما بي إليهن من نشاط وما عندي مال فبأي شيء أغر امرأة مسلمة ما أجيء بها إلي وأما قولهم لا يقرب المساجد فإني في مسجدي هذا فإذا يوم الجمعة ذهبت فصليت في جماعة المسلمين ثم رجعت الى مسجدي هذا وقولهم يزعم أنه خير من إبراهيم فإني لا أشعر أن أحدا يتجرى أن يقول هذا. اهـ صحيح فيه إرسال.