• ابن سعد [٧٤٥٦] أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال: كان مروان أميرا علينا ست سنين، فكان يسب عليا كل جمعة على المنبر، ثم عزل فاستعمل سعيد بن العاص سنين فكان لا يسبه، ثم عزل، وأعيد مروان، فكان يسبه، فقيل يا حسن ألا تسمع ما يقول هذا؟ فجعل لا يرد شيئا، قال: وكان حسن يجيء يوم الجمعة فيدخل في حجرة النبي صلى الله عليه وسلم فيقعد فيها، فإذا قضيت الخطبة خرج فصلى، ثم رجع إلى أهله، قال: فلم يرض بذلك حتى أهداه له في بيته، قال: فإنا لعنده إذ قيل فلان بالباب، قال: ائذن له فوالله إني لأظنه قد جاء بشر، فأذن له فدخل، فقال: يا حسن إني قد جئتك من عند سلطان وجئتك بعزمة، قال: تكلم. قال: أرسل مروان بعلي وبعلي وبعلي، وبك وبك وبك وما وجدت مثلك إلا مثل البغلة يقال لها: من أبوك؟ فتقول: أبي الفرس. قال: ارجع إليه فقل له: إني والله لا أمحو عنك شيئا مما قلت بأن أسبك، ولكن موعدي وموعدك الله، فإن كنت صادقا فجزاك الله بصدقك، وإن كنت كاذبا فالله أشد نقمة، وقد كرم الله جدي أن يكون مثله أو قال: مثلي مثل البغلة، فخرج الرجل، فلما كان في الحجرة لقي الحسين فقال له: يا فلان ما جئت به، قال: جئت برسالة وقد أبلغتها، فقال: والله لتخبرني ما جئت به أو لآمرن بك فلتضربن حتى لا تدري متى رفع عنك، فقال: ارجع فرجع، فلما رآه الحسن قال: أرسله، قال: إني لا أستطيع، قال: لم، قال: إني قد حلفت، قال: قد لج فأخبره، فقال: أكل فلان بظر أمه إن لم يبلغه عني ما أقول، فقال: يا حسين، إنه سلطان قال: آكله إن لم يبلغه عني ما أقول، قل له: بك وبك وبأبيك وبقومك وآية بيني وبينك أن تمسك منكبيك من لعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقال وزاد. اهـ سند صحيح، عمير مولى بني هاشم وثقه ابن معين.