• عبد الرزاق [٦٦٩٩] عن معمر وابن جريج عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن أبا بكر أخذته غشية الموت فبكت عليه يعني عائشة ببيت من الشعر من لا يزال دمعه مقنعا لا بد يوما أنه مهراق قال فأفاق قال بل (جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد). ابن سعد [٣٤٨٨] أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت لما مرض أبو بكر: من لا يزال دمعه مقنعا، فإنه لابد مرة مدفوق. فقال أبو بكر: ليس كذاك أي بنية، ولكن (جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد). اهـ رواه ابن حبان في الصحيح من وجه آخر عن عروة. وقال ابن سعد [٣٤٨٦] أخبرنا وكيع بن الجراح وعبد الله بن نمير ويعلى بن عبيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله البهي مولى الزبير عن عائشة قالت: لما حضر أبو بكر قلت كلمة من قول حاتم: لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى، إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر. فقال: لا تقولي هكذا يا بنية، ولكن قولي (وجاءت سكرة الموت بالحق، ذلك ما كنت منه تحيد) انظروا ملاءتي هاتين، فإذا مت فاغسلوهما وكفنوني فيهما، فإن الحي أحوج إلى الجديد من الميت. اهـ حسن صحيح رواه أحمد في الزهد. وقال ابن سعد [٣٤٨٧] أخبرنا يعلى ومحمد ابنا عبيد قالا أخبرنا موسى الجهني عن أبي بكر بن حفص بن عمر قال جاءت عائشة إلى أبي بكر، وهو يعالج ما يعالج الميت، ونفسه في صدره، فتمثلت هذا البيت: لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى، إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر.
فنظر إليها كالغضبان ثم قال: ليس كذلك يا أم المؤمنين، ولكن (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) إني قد كنت نحلتك حائطا، وإن في نفسي منه شيئا، فرديه إلى الميراث، قالت: نعم، فرددته فقال: أما إنا منذ ولينا أمر المسلمين لم نأكل لهم دينارا ولا درهما، ولكنا قد أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا، ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا، وليس عندنا من فيء المسلمين قليل ولا كثير إلا هذا العبد الحبشي، وهذا البعير الناضح، وجرد هذه القطيفة، فإذا مت فابعثي بهن إلى عمر وابرئي منهن. ففعلت. فلما جاء الرسول عمر بكى حتى جعلت دموعه تسيل في الأرض ويقول: رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده، رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده، يا غلام ارفعهن، فقال عبد الرحمن بن عوف: سبحان الله، تسلب عيال أبي بكر عبدا حبشيا، وبعيرا ناضحا، وجرد قطيفة ثمن خمسة الدراهم؟ قال: فما تأمر؟ قال: تردهن على عياله، فقال: لا والذي بعث محمدا بالحق أو كما حلف، لا يكون هذا في ولايتي أبدا، ولا خرج أبو بكر منهن عند الموت وأردهن أنا على عياله، الموت أقرب من ذلك. اهـ موسى هو ابن عبد الله الجهني، وأبو بكر هو عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص كان راوية لعروة. مرسل إسناده جيد. وقال ابن سعد [٣٤٨٩] أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا هارون بن أبي إبراهيم قال أخبرنا عبد الله بن عبيد أن أبا بكر أتته عائشة، وهو يجود بنفسه، فقالت: يا أبتاه، هذا كما قال حاتم: إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر. فقال: يا بنية، قول الله أصدق (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) إذا أنا مت فاغسلي أخلاقي فاجعليها أكفاني، فقالت: يا أبتاه، قد رزق الله وأحسن، نكفنك في جديد، قال: إن الحي هو أحوج يصون نفسه ويضعها من الميت، إنما يصير إلى الصديد وإلى البلى. اهـ مرسل صحيح. وروي من طرق نحو ذلك مما كرهه أبو بكر من القول عند موته.
وقال ابن سعد [٣٤٩١] أخبرنا عفان قال أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن القاسم بن محمد عن عائشة أنها تمثلت بهذا البيت وأبو بكر يقضي: وأبيض يستسقي الغمام بوجهه، ربيع اليتامى عصمة للأرامل. فقال أبو بكر: ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم. اهـ ابن جدعان يضعف.