كتاب العتيق مصنف جامع لفتاوى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

كتاب الحج والعمرة - الرجل يحج عن غيره - ج: 17 - ص: 256

• أبو داود [١٨١٣] حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني وهناد بن السري المعنى واحد قال إسحاق حدثنا عبدة بن سليمان عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول لبيك عن شبرمة. قال: من شبرمة؟ قال أخ لي أو قريب لي. قال: حججت عن نفسك؟ قال لا. قال: حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة. اهـ صححه ابن خزيمة وابن حبان. ورجح أحمد وغيره وقفه. وقد اختلفوا فيه على سعيد بن أبي عروبة وكأنه كان قديما يرويه على الوجهين ورواه في المناسك موقوفا. وروى فيه أيضا [٩] عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن جبير أن رجلا أتى ابن عباس فقال: إن أبي نذر لئن أزويت عليه جلبا ليحجن وليحجن بي معه، فأزويت عليه جلبا فمات ولم يكن ذلك من أمره؟ فقال: هل لأبيك ولد أكبر منك؟ قال: نعم قال: فليحج عن أبيك واحجج معه، فإن أباك لو كان عليه دين فقضي عنه قبل منه، فالله أرحم. اهـ

وخالف سعيدا عمرو بنُ الحارث المصري، قال البيهقي [١٠١٣٩] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا حدثنا أبو العباس الأصم أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن قتادة بن دعامة أن سعيد بن جبير حدثه أن عبد الله بن عباس مر به رجل يهل يقول: لبيك بحجة عن شبرمة فقال: ومن شبرمة قال: أوصى أن يحج عنه فقال: أحججت أنت؟ قال: لا قال: فابدأ أنت فاحجج عن نفسك ثم احجج عن شبرمة. اهـ

وقال الشافعي [م ٢/ ١٢٣] أخبرنا سفيان عن أيوب عن أبي قلابة قال سمع ابن عباس رجلا يقول لبيك عن شبرمة فقال ابن عباس ويحك وما شبرمة قال فذكر قرابة له فقال أحججت عن نفسك فقال: لا. قال: فاحجج عن نفسك، ثم احجج عن شبرمة. اهـ الموقوف أشبه، والله أعلم.

وقال ابن أبي شيبة [١٣١٠٧] حدثنا وكيع عن شعبة عن مسلم القري قال: قلت لابن عباس إن أمي حجت ولم تعتمر فمن أين أعتمر عنها؟ قال: من وجهك الذي جئت منه. هذا إسناد حسن.

وقال ابن أبي شيبة [١٥٢٣٦] حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: جاءت امرأة إلى ابن عباس فقالت: إن أمي ماتت وعليها حجة، فأقضيها عنها؟ فقال ابن عباس: هل كان على أمك دين؟ قالت: نعم: قال: فكيف صنعت؟ قالت: قضيته عنها، قال ابن عباس: فالله خير غرمائك. اهـ لا بأس به.