للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• ابن سعد [٥٢٠١] أخبرنا محمد بن يزيد بن خنيس قال سمعت عبد العزيز بن أبي رواد قال حدثني نافع أن عبد الله بن عمر أدركه عروة بن الزبير في الطواف فخطب إليه ابنته فلم يرد عليه ابن عمر شيئا فقال عروة: لا أراه وافقه الذي طلبت منه لا جرم لأعاودنه فيها، قال نافع: فقدمنا المدينة قبله، وجاء بعدنا، فدخل على ابن عمر، فسلم عليه، فقال له ابن عمر: إنك أدركتني في الطواف فذكرت لي ابنتي ونحن نتراءى الله بين أعيننا فذلك الذي منعني أن أجيبك فيها بشيء، فما رأيك فيما طلبت، ألك به حاجة؟ قال: فقال عروة: ما كنت قط أحرص على ذلك مني الساعة، قال: فقال له ابن عمر: يا نافع ادع لي أخويها قال: فقال لي عروة: ومن وجدت من بني الزبير، فادعه لنا، قال: فقال ابن عمر: لا حاجة لنا بهم، قال عروة: فمولانا فلان؟ فقال ابن عمر: فذلك أبعد، فلما جاء أخواها حمد الله ابن عمر وأثنى عليه، ثم قال: هذا عندكما عروة وهو ممن قد عرفتما، وقد ذكر أختكما سودة، فأنا أزوجه على ما أخذ الله به على الرجال للنساء إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان وعلى ما يستحل به الرجال فروج النساء، أكذلك يا عروة؟ قال: نعم قال: فقد زوجتكها على بركة الله. قال: قال عبد العزيز: قال لي نافع: فلما أولم عروة بعث إلى عبد الله بن عمر يدعوه، قال: فجاء، فقال له: لو كنت تقدمت إلي أمس لم أصم اليوم، فما رأيك أقعد أو أنصرف؟ قال: بل انصرف راشدا قال: فانصرف.

الفاكهي [٣٢٠] حدثني أبو يحيى ابن أبي مسرة قال ثنا محمد بن يزيد بن خنيس قال ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع قال: خطب عروة بن الزبير إلى ابن عمر وهو في الطواف فلم يرد إليه شيئا، فقضي أن خرج عبد الله بن عمر إلى المدينة فأتاه عروة فسلم عليه فقال له: يا ابن أخي إنك خطبت إلي ابنتي في الطواف ونحن نتخايل الله عز وجل بين أعيننا فهل لك فيها اليوم رغبة؟ قال: نعم ما كنت أرغب فيها مني اليوم فقال عبد الله: يا نافع ادع لي سالما وعبد الله ابنيه. قال عروة: وناسا من آل الزبير أو من أهل المسجد قال: لا حاجة لنا بهم قال: فأتيته بسالم وعبد الله فحمد الله تعالى ثم قال: هذا عروة هو من قد عرفتما، وقد ذكر أختكما فلانة وقد زوجته إياها على ما أمر الله تعالى إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان. وحدثني أبو يحيى قال حدثني المقرئ قال ثنا حرملة بن عمران عن أبي الأسود عن عروة قال: خطبت إلى ابن عمر ابنته ونحن في الطواف فذكر نحوه. ورواه أبو نعيم في الحلية [١/ ٣٠٩] حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ثنا حرملة حدثني أبو الأسود قال سمعت عروة بن الزبير يقول خطبت إلى عبد الله بن عمر ابنته ونحن في الطواف فسكت ولم يجبني بكلمة فقلت: لو رضي لأجابني والله لا أراجعه فيها بكلمة أبدا فقدر له أن صدر إلى المدينة قبلي ثم قدمت فدخلت مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه وأديت إليه من حقه ما هو أهله فأتيته ورحب بي وقال متى قدمت فقلت هذا حين قدومي فقال: أكنت ذكرت لي سودة بنت عبد الله، ونحن في الطواف نتخايل الله عز وجل بين أعيننا وكنت قادرا أن تلقاني في غير ذلك الموطن فقلت كان أمرا قدر قال فما رأيك اليوم قلت: أحرص ما كنت عليه قط فدعا ابنيه سالما وعبد الله فزوجني. اهـ أبو الأسود هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة، صحيح يأتي في النكاح بسياق آخر.