للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• عبد الرزاق [١٩٤٩٩] أخبرنا معمر عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: إنا لواقفون مع عمر على الجبل بعرفة إذ سمعت رجلا يقول: يا خليفة. فقال رجل أعرابي خلفي من لِهْب: ما لهذا الصوت قطع الله لهجته والله لا يقف أمير المؤمنين ها هنا بعد هذا العام أبدا. قال: فشتمته وآذيته. قال: فلما رمينا الجمرة مع عمر أقبلت حصاة فأصابت رأسه ففتحت عرقا من رأسه. فقال رجل: أُشعر أميرُ المؤمنين، لا والله لا يقف أمير المؤمنين بعد هذا العام ها هنا أبدا. فالتفت فإذا هو ذلك اللِّهْبي. قال: فوالله ما حج عمر بعدها. ابن سعد [٤٠٦٣] أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري قال أخبرني ابن شهاب أن محمد بن جبير حدثه عن جبير بن مطعم قال: بينما عمر واقف على جبال عرفة سمع رجلا يصرخ يقول: يا خليفة يا خليفة، فسمعه رجل آخر وهم يعتافون فقال: ما لك، فك الله لهواتك، فأقبلت على الرجل فصخبت عليه، قلت: لا تسبن الرجل، قال جبير بن مطعم: فإني الغد واقف مع عمر على العقبة يرميها إذ جاءت حصاة عاثرة فنقفت رأس عمر ففصدت، فسمعت رجلا من الجبل يقول: أشعرت ورب الكعبة لا يقف عمر هذا الموقف بعد العام أبدا، قال جبير بن مطعم: فإذا هو الذي صرخ فينا بالأمس فاشتد ذلك علي. ورواه الطبراني في حديث الشاميين [٣٢٠٣] حدثنا أبو زرعة ثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني محمد بن جبير بن مطعم أن جبير بن مطعم قال: حججت مع عمر بن الخطاب آخر حجة حجها فبينا نحن واقفون معه على جبل عرفة فقال: يا خليفة فقال له رجل من لهب - وهم حي من أزد شنوءة يعتافون - مالك قطع الله لحيتك والله لا يقف عمر على هذا الجبل بعد العام أبدا. قال جبير: فوقعت بالرجل اللهبي فشتمته.

حتى إذا كان الغد وقف عمر وهو يرمي الجمار فجاءه حصاة غائرة من الحصى التي رمى بها الناس فوقعت على رأسه ففصدت عرقا من رأسه فقال رجل أشعر ورب الكعبة ولا والله لا يقف عمر هذا الموقف أبدا بعد العام. قال جبير: فذهبت ألتفت فإذا هو اللهبي الذي قال لعمر على جبل عرفة ما قال. اهـ ورواه ابن شبة في أخبار المدينة [٢/ ٨٧] حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري قال حدثني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه فذكر نحوه. اهـ لِهْبٌ بطن من الأزد وكانوا أزجر قومٍ أهلَ عيافة، فكأنه ذكر بقوله "يا خليفة" أبا بكر فوقع في نفسه أنه لاحق به، وذكر بشجته إشعار البدن تشعر لتقاد إلى الموت. والله أعلم. وهذا خبر صحيح.