للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• الفاكهي [٢٦٠٧] حدثنا محمد بن أبي عمر قال ثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال: ذهبت أرمي الجمار فسألت هل رمى عبد الله بن عمر؟ فقالوا: لا ولكن قد رمى أمير المؤمنين يعنون ابن الزبير. قال عمرو: فانتظرت ابن عمر، فلما زالت الشمس خرج فأتى الجمرة الأولى فرماها ثم تقدم أمامها قليلا فوقف وقوفا طويلا ثم أتى الوسطى فرماها ثم قام عن يسارها فوقف وقوفا طويلا ثم أتى جمرة العقبة فرماها ثم انصرف، ولم يقف عندها. اهـ صحيح، فيه احتمال أن ابن الزبير رمى قبل الزوال بشيء. لكنه حرف مشبه. كان ابن عمر ينهى عن الرمي قبل الزوال، وعمرو بن دينار قال: ذهبت أرمي الجمار، ولم يقل قبل الزوال، وإنما كانوا يعملون بما تعلموا من شيوخهم، ولم يحك عمرو ولا سفيان بن عيينة أن مذهب ابن الزبير الرمي قبل الزوال، وهو الأمير يعمل بعمله أمة، وليس للزوال حد فاصل دقيق، إنما هو تقدير الأميين، فرمى ابن الزبير حين رأى الشمس زالت، وكان ابن عمر لا يخرج من خبائه حتى تزول الشمس، فلم يوافق ابن الزبير ثَم. وكان في كلام عمرو تجوز واختصار، فلا تعارض. وفي حديث مسعر عن وبرة سأل ابن عمر: أرأيت إن أخر إمامي، ولم يذكر له تعجيلا عن الوقت، فما كانوا يعرفونه. والله أعلم.

وقد روى الفاكهي [٢٦٠٨] حدثنا هارون بن موسى بن طريف قال ثنا ابن وهب عن عمرو قال إن أبا الزبير حدثه أنه رأى عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير يرميان الجمار حين تزيغ الشمس ورآهما يطيلان الوقوف عند الجمرتين الأوليين. اهـ عمرو هو ابن الحارث. سند صحيح. هذا هو الصحيح الصريح عن ابن الزبير، ولم يسم عمرُو بن دينار من أخبره بخبر ابن الزبير، وكان يلزم من احتج به على جواز التعجيل أن يذكر عن هذا الإبهام جوابا. وما كنا لنترك السنة البينة لشيء اشتبه. وسيأتي مثله عن ابن عباس.

وقال ابن أبي شيبة [١٤٧٩٤] حدثنا أبو خالد عن ابن جريج عن عمرو بن دينار قال: رأيت ابن الزبير وعبيد بن عمير يرميان الجمار بعد ما زالت الشمس. اهـ رجاله ثقات.