• الشافعي [هق ١٠٣٠٦] أخبرنا سعيد عن ابن جريج عن يوسف بن ماهك أن عبد الله بن أبي عمار أخبره أنه أقبل مع معاذ بن جبل وكعب الأحبار في أناس محرمين من بيت المقدس بعمرة حتى إذا كنا ببعض الطريق وكعب على نار يصطلي مرت به رجل من جراد فأخذ جرادتين فملهما ونسي إحرامه ثم ذكر إحرامه فألقاها فلما قدمنا المدينة دخل القوم على عمر ودخلت معهم فقص كعب قصة الجرادتين على عمر فقال عمر: ومن بذلك لعلك يا كعب قال: نعم قال: إن حمير تحب الجراد ما جعلت في نفسك؟ قال: درهمين قال بخ درهمان خير من مائة جرادة اجعل ما جعلت في نفسك. مسدد [١٣٢٢] حدثنا يحيى عن ابن خثيم أخبرني يوسف بن ماهك أنه سمع عبد الله بن أبي عمار يقول: أقبلت مع معاذ بن جبل وكعب محرمين بعمرة من بيت المقدس وأميرنا معاذ وأمرنا إليه وهو يؤمنا فلما كنا ببعض الطريق تبرز معاذ لحاجته وخالفه رجل بحمار وحشي قد عقره فأخذه كعب فأهداه إلى رفقته. قال: فلم يرجع معاذ إلا وقدور القوم تغلي فيها منه فسأل فأخبر فقال: لا يطيعني أحد إلا كفى قدره. قال: فكفى كعب وقوم قدورهم فلما كان ببعض الطريق وكعب يصلي على نار إذ مرت به رجل من جراد فأخذ جرادتين فقتلهما، ونسي إحرامه فرمى بهما. فلما قدمنا المدينة دخل القوم على عمر ودخلت معهم، فقال كعب: كيف ترى يا أمير المؤمنين، فقص عليه قصة الجرادتين قال: وما بأس بذلك يا كعب - كذا - قال: نعم. قال: إن حمير تحب الجراد وماذا جعلت في نفسك؟ قال: درهمين قال: درهمان خير من مائة جرادة، اجعل ما جعلت في نفسك. اهـ حسن إسناده النووي، وابن أبي عمار قرشي وثقه العجلي. وقوله: ملهما أي شواهما. وقوله: ومن بذلك لعلك يا كعب، أي من أتى بذلك لعلك أنت، فقال نعم. وقوله: اجعل ما جعلت لنفسك أي ما أخذت على نفسك فأمضه.
وقال عبد الرزاق [٨٢٤٧] عن معمر والثوري عن إبراهيم عن الأسود أن كعبا سأل فقال يا أمير المؤمنين بينا نحن نوقد جرادة قذفتها في النار وأنا محرم فتصدقت بدرهم فقال عمر إنكم يا أهل حمص كثيرة أوراقكم تمرة أحب إلي من جرادكم. ابن أبي شيبة [١٥٨٦٨] حدثنا ابن فضيل عن يزيد عن إبراهيم عن كعب أنه مرت به جرادة فضربها بسوطه فأخذها فشواها فقالوا له فقال: هذا خطأ وأنا أحكم على نفسي في هذا درهما فأتى عمر فقال: إنكم أهل حمص أكثر شيء دراهم تمرة خير من جرادة. حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عمر بمثله أو نحوه. اهـ صحيح.