للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأربعين وثلاثمائة ومات في شوال سنة ست وأربعمائة، وانتهت إليه رياسة الدنيا والدين ببغداد، وعلق عنه تعاليق في شرح المزني وعلق عنه أصول الفقه، طبق الأرض بالأصحاب وجمع مجلسه ثلاثمائة متفقه، واتفق الموافق والمخالف على تفضيله وتقديمه في جودة الفقه وحسن النظر ونظافة العلم.

سألت القاضي أبا عبد الله الصيمري - وكان إمام أصحاب أبي حنيفة في زمانه - فقلت: هل رأيت أنظر من الشيخ أبي حامد؟ فقال: ما رأينا أنظر منه ومن أبي الحسن الخرزي (١) الداودي. وكان أبو الحسين البغدادي المعروف بالقدوري إمام أصحاب أبي حنيفة في عصرنا يعظمه ويفضله على كل أحد.

وحكى لي رئيس الرؤساء شرف الوزراء جمال الورى أبو القاسم علي بن الحسين رضي الله عنه عن أبي الحسين القدوري أنه قال: الشيخ أبو حامد عندي أفقه وأنظر من الشافعي؛ قال رئيس الرؤساء: واغتظت منه في هذا القول، فقلت أنا (٢) : هذا القول من أبي الحسين حمله عليه اعتقاده في الشيخ أبي حامد وتعصبه بالحنفية على الشافعي، ولا يلتفت إليه، فإن أبا حامد ومن هو أقدم منه وأعلم على بعد من تلك الطبقة، وما مثل الشافعي ومثل من بعده إلا كما قال الشاعر:

نزلوا بمكة في قبائل نوفل ... ونزلت بالبيداء أبعد منزل


(١) ط: أبي الحسين القدوري؛ وأبو الحسن الخرزي هو عبد العزيز بن أحمد الداودي الظاهري توفي سنة ٣٩١ (انظر تبصير المنتبه ١: ٣٢٥) ، وجاء في السبكي: الجزري، وهو خطأ.
(٢) عند ابن خلكان: فقال الشيخ، أي أن القائل هو الشيرازي نفسه.

<<  <   >  >>