للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنهم أبو محمد

[الربيع بن سليمان]

بن عبد الجبار المؤذن المرادي (١) ، مولى لهم: مات بمصر سنة سبعين ومائتين، وهو الذي يروي كتبه. قال الشافعي: الربيع راويتي.

ومنهم أبو يعقوب يوسف بن يحيى

[البويطي]

: مات ببغداد في السجن والقيد في رجله، وكان حمل من مصر في فتنة القرآن فأبى أن يقول بخلقه فسجن وقيد حتى مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.

قال الساجي في كتابه (٢) : كان أبو يعقوب إذا سمع المؤذن وهو في السجن يوم الجمعة اغتسل ولبس ثيابه ومشى حتى يبلغ باب الحبس فيقول له السجان: أين تريد؟ فيقول: حيث داعي الله فيقول: ارجع عافاك الله، فيقول أبو يعقوب: اللهم إنك تعلم أني قد أجبت داعيك فمنعوني.

وقال أبو الوليد ابن أبي الجارود: كان البويطي جاري فما كنت أنتبه ساعة من الليل إلا سمعته يقرأ ويصلي. وقال الربيع بن سليمان: كان البويطي أبداً يحرك شفتيه بذكر الله تعالى، وما رأيت أحداً أنزع بحجة من كتاب الله تعالى من أبي يعقوب البويطي. وقال الشافعي: ليس أحد أحق بمجلسي من يوسف بن يحيى، وليس أحد من أصحابي أعلم منه. وروي عنه أنه قال: أبو يعقوب لساني.


(١) السبكي ١: ٢٥٩ والفهرست: ٢١١ وابن خلكان ٢: ٥٢.
(٢) نقل السبكي هذا النص في الطبقات (١: ٢٧٥) مع اختلاف عما ورد هنا. وهو كما أورده أبو إسحاق وارد في التهذيب ١١: ٤٢٨؛ والساجي هو ابو يحيى زكريا بن يحيى (الفهرست: ٢١٣) ، وذكر له ابن النديم كتاب الاختلاف في الفقه، ويفهم مما أورده السخاوي في التوبيخ: ٥٨٧ أنه ألف في رجال الحديث. وسيورد أبو إسحاق ترجمته في ما يلي ص: ١٠٤.

<<  <   >  >>