للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدين - أيده الله - الحملة، وصدم في جمعٍ لم يكثر عدد الجملة، فلم يلبث أعداء الله أن ولوا الأدبار، واستصرخوا الفرار، واتبعهم خيل المسلمين - نصرهم الله - بقية اليوم والليلة، تقتلهم في كل غورٍ ونجد، وتقتضي أرواحهم على حالين من كالئ ونقد، ولم يخلص منهم على أيدي المتبعين - آجرهم الله - إلا من سيلتهمه البعد، ويأتي على حشاشته الجهد، وأما محلتهم فانتهبت في أول وهلة، وشربت بأسرها في نهلة.

وفي فصل منها:

ولم يصب بحمد الله من المسلمين - وفرهم الله - على هول المقام، وشدة الاقتحام، كثير، ولا مات من أعلامهم تحت تلك الجولة إلا عدد يسير، فإن كان اذفونش - لعنه الله - لم يمت تحت السيوف بدداً، فسيموت لا محالة أسفاً وكمداً، ونحمد الله على ما يسره من هذا الفتح الجليل وسناه، ومنحه من هذا الصنع الجميل وأولاه.

قول أبي بكر فيما كتب به عن المعتمد يومئذ: " ولم يصبني إلا جرح أشوى " تواتر النبأ أنه جرحت يده في ضنك ذلك المأزق.

وقيل في يوم الجمعة أشعار سارت بالمغارب والمشارق؛

أخبرني أبو بكر الخولاني المنجم قال: كتب إليّ أبو عبد الله بن عبادة

<<  <  ج: ص:  >  >>