للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاسق وقاطع طريق على المُوبقات، نعوذ بالله من الخذلان» (١).

تفرقته بين غلاة القدرية وغيرهم.

كان الذهبي رحمه الله كثيراً ما يفرق بين غلاة القدرية الذين كانوا ينفون علم الله عز وجل بالحوادث قبل وقوعها، وبين القدرية الذين اقروا بالعلم لكنهم قالوا بأن الشرّ من خلق العباد.

ولا ريب أن كلا المقولتين بدعة في الدين في رأي الذهبي وغيره من علماء السلف، لكن السلف كانوا يشددون كثيراً على غلاة القدرية، وكانوا يرون أن مقولتهم هذه مقولة كفرية.

وأما الفريق الثاني فمقولتهم بدعة أيضاً، لكنها أخفّ من الأولى، وقد تورط في القول بها بعض كبار الأئمة.

ــــــ يقول الذهبي رحمه الله: «قد لُطخ بالقدر جماعة، وحديثهم في «الصحيحين» أو أحدهما، لأنهم موصوفون بالصِّدق والأمانة» (٢).

ــــــ ويقول في ترجمة الإمام الحافظ عبد الوارث بن سعيد العنبري، (ت: ١٨٠ هـ): «كان عالماً مجوِّداً من فصحاء


(١) سير أعلام النبلاء ٩/ ٤٣٦.
(٢) سير أعلام النبلاء ٧/ ٢١.

<<  <   >  >>