للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الخامس عشر توسطه في مسألة الاجتهاد والتقليد]

مسألة الاجتهاد والتقليد وقع فيها خلط وخبط بين كثير من طلبة العلم، وانقسموا فيها بين طرفي نقيض.

فريق حرّم التقليد مطلقاً وأوجب الأخذ المباشر من الكتاب والسنّة، وفتح باب الاجتهاد لكل من هب ودب من صغار طلبة العلم ونكراتهم، حتى قال بعضهم عن الأئمة: نحن رجال وهم رجال!!

وفي مقابل هؤلاء: فريق أوجب التقليد، وحرّم الاجتهاد مطلقاً، وسدّ أبوابه جميعاً، أو جعل له شروطاً تعجيزية لا تتوفر حتى في كبار الأئمة!!

أما الإمام الذهبي فله رأي وسطي في هذه المسألة، فهو يُسيغ النظر في النصوص والأدلة واستنباط الأحكام منها، لكنه يخصّ ذلك بمن تأهل وتبحر في علوم الشريعة، وبلغ رتبة الاجتهاد وامتلك أدواته بشهادة الأئمة له.

<<  <   >  >>