للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لفظي بالقرآن مخلوق، أو لا يصح، ومع أن الذهبي شرح المسألة مراراً وأوضح وجه الصواب فيها من وجهة نظره (١)، إلا أن كان يرى أن الكفّ وترك الخوض في هذا الفصل أولى وأنه من حسن الإيمان لما يحويه من اللبس والإيهام، وكان يقرر أن الأمر المقطوع به أن القرآن كلام الله المنزّل غير مخلوق، وهذا يكفي (٢).

وكان يقول: «في هذه المسألة بحوث طويلةٌ، الكفّ عنها أولى، ولا سيما في هذه الأزمنة المزمنة» (٣).

الشاهد الخامس: عندما ترجم لصديقه ورفيقه في الطلب أبي الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي (ت: ٧٤٢ هـ) صاحب كتاب تهذيب الكمال وغيره، قال: «وكان - المزيّ - يقرر طريقة السلف في السنّة، ويعضد ذلك بمباحث نظرية وقواعد كلامية، وجرى بيننا مجادلات ومعارضات في ذلك تركُها أسلم وأولى» (٤).


(١) ينظر تاريخ الإسلام ٥/ ١٠٢٧، سير أعلام النبلاء ١١/ ٤٣٢، ١٢/ ١٧٧.
(٢) سير أعلام النبلاء ١١/ ٢٩٠، ٥١٠.
(٣) سير أعلام النبلاء ١٣/ ١٠١.
(٤) تذكرة الحافظ ٤/ ١٤٩٩.

<<  <   >  >>