للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اشتراك محمد صلى الله عليه وسلم في حرب الفجار:

هاجت حرب الفجار وعمر محمد صلى الله عليه وسلم خمسة عشر عاما، وانتهت وهو في العشرين من عمره.

والروايات عن اشتراك محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الحرب كثيرة، يذكر ابن هشام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترك في هذه الحرب دفاعا عن أعمامه؛ حيث يقول صلى الله عليه وسلم: "كنت أنبل على أعمامي" أي: أرد عنهم نبل عدوهم إذا رموهم بها١.

ويقول ابن سعد: إن محمدا حضر الحرب مع أعمامه، ورمى بالسهام٢.

وأرى -والله أعلم- أن اشتراك النبي صلى الله عليه وسلم في حرب الفجار كان لمساعدة أعمامه بإعداد النبال لهم والدفاع عنهم، من غير عدوان على أحد من خصوم قومه، أو محاولة النيل منهم على غرة، ومع ذلك كان صلى الله عليه وسلم يقول: "ما أحب أني لم أكن فعلت" ٣.

إن الله الذي صرف محمدا صلى الله عليه وسلم في شبابه عن كل ما كانت الجاهلية تفعله هو سبحانه الذي أبعده عن الفجور في هذه الأيام، وإنما كان اشتراكه -والله أعلم- لتحقيق بعض الفوائد، ومن أهمها:

١- مخالطة قبائل العرب بسائر أفرادها، الكبار والصغار، حين تجمعهم للحرب والقتال؛ لمعرفة أحوالهم وطبائعهم، وطرق تفكيرهم في هذه الظروف العصيبة.

٢- معركة كيفية نظم الحرب التي يباشرها العرب؛ حيث سيحتاج إلى هذه المعرفة فيما بعد.


١ سيرة ابن هشام ج١ ص٢١٠.
٢ الطبقات الكبرى ج١ ص١٢٨.
٣ الطبقات الكبرى ج١ ص١٢٨.

<<  <   >  >>