بذل النبي صلى الله عليه وسلم جهده في دعوة أهل الطائف، وفي عرض نفسه على القبائل، ومع ذلك لم يتحقق له ما يتمنى؛ حيث رده أهل الطائف ردا قبيحا، ولم تؤمن القبائل بدعوته، ورفضت إجارته خوفا من عداء قريش، وتأثرا بما كان أبو لهب وأبو جهل يذكران عنه.
وكانت معونة الله مع عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث يسر له من أمره رشدا، ولم يخرج من جهاده مع الناس خالي الوفاض، فحقق له عددا من الانتصارات التي ترضيه؛ رحمة من الله وفضلا، وأهمها ما يلي:
[النصر الأول: إسلام عداس]
بعدما ردت ثقيف رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الصورة السيئة -التي ذكرتها- أخذ صلى الله عليه وسلم في العودة إلى مكة مرة أخرى.
وعندما وصل إلى بستان بني ربيعة جلس تحت ظل شجرة ليستريح، وأخذ يدعو ربه، ويستغيث به ... فاستجاب الله له، وجاءه نصر الله، حتى لا يعود لمكة خاوي الوفاض، فكان إسلام عداس.
وقصة إسلام عداس أنه صلى الله عليه وسلم لما جلس تحت الشجرة رآه عتبة وعتيبة ابنا ربيعة وعلما ما وقع له، فتحركت له رحمهما، فدعوا غلاما لهما نصرانيا، يقال له: عداس؛ ليعطيه شيئا من الفاكهة تعينه على هذه المتاعب وقالا له: خذ قطفا "من هذا" العنب فضعه في هذا الطبق، ثم اذهب به إلى ذلك الرجل، فقل له يأكل منه.
ففعل عداس، ثم أقبل به حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال له: كل.
فلما وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يده، قال:"باسم الله"، ثم أكل.