للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثاني: الروم]

١- جغرافية الدولة الرومانية:

سكنت الروم غرب أوربا، واتخذت روما١ حاضرة لها، ومدت سلطانها على مساحات شاسعة، شملت سائر البلاد المطلة على البحر الأبيض من جميع جوانبه، وكان الشمال الإفريقي ابتداء من مصر حتى المحيط الأطلسي تحت السيطرة الرومانية، وكانت مصر تمد الإمبراطورية الرومانية بالحبوب والغذاء٢.

أدى الاتساع الكبير للإمبراطورية إلى أخطار كثيرة، قابلت الدولة من جيرانها في عدد من النواحي٣، فمن أطرافها الشرقية عند نهر الفرات أتاها خطر الفرس، ومن حدودها الشمالية الشرقية والشمالية، كان خطر القبائل الجرمانية، ومن حدودها الجنوبية الشرقية على حدود الشام كان خطر القبائل العربية الغازية٤، ولم يسلم من حدودها إلا الجنوبي في إفريقيا؛ حيث كان الأحباش قوة تحمي هذا الجانب.

وأصبح لهذه الأخطار المتعددة أثر كبير في تفكك الدولة الرومانية، وانقسامها إلى شطريها الشرقي والغربي، ذلك أن تجمع هذه الأخطار جعلت الإمبراطور "قسطنطين" سنة ٣٢٣م "والإمبراطور دقلديانوس" سنة ٢٨٤م يشعران بأن روما لم تعد تصلح لأن تكون مركزا لإدارة الإمبراطورية، ومنذ عهدهما بدأ الاتجاه نحو الشرق، وصار غرب البحر الأبيض المتوسط في المرتبة الثانوية٥،


١ مراصد الاطلاع ص١٩٦.
٢ المسلمون والجرمان ص١٢، ١٣.
٣ الإمبراطورية البيزنطية ص١، ٢.
٤ الدولة الجرمانية الشرقية ص٣٦.
٥ المسلمون والجرمان ص١٣.

<<  <   >  >>