[المبحث السابع: الحركة بالدعوة خلال مرحلة الجهر العام]
[المسألة الأولى: تنوع وسائل الدعوة]
...
[المبحث السابع: الحركة بالدعوة خلال مرحلة الجهر العام]
أدى تغير صورة الجهر العام عن المراحل السابقة إلى أن أخذ طابع الحركة بالدعوة صورا عديدة، منها القديم، وفيها الجديد.
فمع ثبات المضمون الفكري للدعوة إلا أن بقية الجوانب قد تغيرت..
فلقد تنوعت الوسائل، وأصبحت شاملة لكل وسيلة ممكنة، وتغيرت الأساليب، وصارت ملائمة للمدعوين مع تعدد مذاهبهم وأماكنهم ولهجاتهم.
وقد اضطر رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه إلى مواجهة الاضطهاد الذي يقع عليهم من أهل مكة بما أمكنهم في إطار ما هم فيه من قلة وضعف.
وذلك سيتناول هذا المبحث المسائل التالية:
[المسألة الأولى: تنوع وسائل الدعوة]
لم تعد وسائل الدعوة قاصرة على الاتصالات الشخصية، والمواجهة المباشرة وإنما رأيناها ظهرت في صور عديدة ومختلفة، ومن أهمها:
أولا: الاتصال بصوره المختلفة:
يرى علماء الاتصال في العصر الحديث أن صورة الاتصال التي يتم بها التوجيه والدعوة تنحصر في ثلاث صور رئيسية هي:
أ- الاتصال الشخصي:
وهو الذي يحدث بين فرد وفرد، أو بين فرد وعدد قليل، وهذا الاتصال يتم بصورة تلقائية، لما بين أفراد هذا الاتصال من معرفة مسبقة وتلاقٍ عادي، كالرجل وبنيه، والإنسان وجاره، والعامل وزملائه، والطالب وإخوانه، وهكذا ...