[المبحث الحادي عشر: المسلمون في نهاية المرحلة المكية]
اتسع نطاق الإسلام، وكثر عدد الداخلين فيه، ووصل خبره إلى قبائل العرب جميعًا، وانتقل المسلمون بالإسلام إلى خارج الجزيرة العربية.
وأصبح عدد المسلمين كثيرًا، فلقد هاجر منهم إلى الحبشة ما يقرب من مائة، وهاجر منهم إلى المدينة ما يقرب من خمسمائة صحابي وصحابية، بالإضافة إلى عدد غير قليل آمن سرًّا في مكة، وفي غيرها، وهم المؤمنون والمؤمنات المشار إليهم بقوله تعالى:{وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ} .
لقد أدى هذا الانتشار الواسع للإسلام إلى ضرورة الهجرة من مكة؛ لأن كفار مكة أخذوا يبذلون جهدهم لصد الناس عن الإسلام بوسائل عديدة، ولم يعد مقبولًا أن يبقى المسلمون مستسلمين للطغاة وحقهم واضح، في الوقت الذي أخذ الناس فيه ينظرون إلى ما بين المسلمين وأهل مكة؛ ليبنوا عليه موقفًا، ويتخذوا قرارهم في الإيمان.
الأمر الذي دعا إلى ضرورة وجود دولة للإسلام ترفع رايته، وتحمي أتباعه، وهو الذي أراده الله تعالى، وحققه بالهجرة إلى المدينة المنورة.