للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث التاسع: المقدمات العملية للبعثة النبوية]

[أولا: كثرة المبشرات]

...

[المبحث التاسع: المقدمات العملية للبعثة النبوية]

بعدما تزوج محمد صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها لم يعد محتاجا لمال يسعى لتحصيله، أو ينشغل في العمل من أجل كسبه، فلقد أغناه الله بمال خديجة رضي الله عنها، وأغناه كذلك برضى النفس، وهدوء البال، وأغناه بالميل نحو التأمل والتفكير، أكثر من ميله للكسب المادي، وبذل الجهد والعمل.

ولذلك نراه صلى الله عليه وسلم يبدأ حياة التأمل، ويتفرغ للتحنث بعيدا عن صخب الحياة، وضجيج العمل، وفي فترة ما قبل البعثة عاش محمد صلى الله عليه وسلم -وعاش العالم كله- مقدمات البعثة، المتمثلة في النقاط التالية:

[أولا: كثرة المبشرات]

تمتلئ كتب السيرة والتاريخ بالمبشرات الكونية والإنسانية، التي أشارت إلى قرب ظهور نبي في بلاد العرب، يُبعث للعالم كله؛ لنشر العدل، وتحقيق الأمن والسلام، وقد أتت أغلب هذه المبشرات من أحبار اليهود، ورهبان النصارى، وكهان العرب.

وسوف أورد هنا شيئا منها؛ لثبوتها بتصديق القرآن الكريم لها، ولأن ثبوت صدقها إثبات للإرهاصات العديدة التي صاحبت مولد محمد صلى الله عليه وسلم ونشأته وحياته كلها.

إن مبشرات أهل الكتاب من اليهود والنصارى هي مبشرات صحيحة لشهادة القرآن الكريم؛ حيث بيَّن الله تعالى بصورة قاطعة معرفة الأحبار والرهبان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وتحديد مواصفاته، ومكان ظهوره، وطبيعة رسالته العالمية.

<<  <   >  >>