الجن خَلْقُ الله تعالى أوجدهم من النار، وقدر لهم أن يعيشوا على نحو أراده لهم، فهم أجسام معنوية، هائمة في الدنيا، سريعة التنقل والحركة، قوية الإدراك، يرون الناس من حيث لا يرونهم.
وهم خلق مكلفون برسالات الله، منهم المؤمن، ومنهم الكافر، وقصة وجودهم تبدأ بقصة إبليس مع آدم عليه السلام؛ حيث أخرجهما الله من الجنة، وقدر لهما التناسل والتكاثر، وأهبطهما الأرض ليعيش كل طرف وذريته في عداوة مع الطرف الثاني وذريته إلى يوم القيامة.
وقد تمكن كل طرف بالاستعانة بأفراد من الطرف الآخر، والتعاون معهم فيما هو عليه من اتجاه وعمل.
واستطاع كهان الإنس أن يستعينوا بأفراد من الجن فزادوهم ضلالا وخبالا، يقول تعالى:{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} ١، وذلك أن الرجل من الإنس كان إذا نزل بمكان مخوف يقول: أستعبذ بسيد هذا المكان من شر سفهائه، فزادوهم طغيانا وضلالا وبعدا عن الله تعالى.
وكان الجن يقومون باستماع الخبر من السماء، وبما يسمع الكهان من الناس، فيضيفون إليه من عندهم، ويتحدثون به كذبا وبهتانا، تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان.
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليسوا بشيء".
قالوا: يا رسول الله، فإنهم يحدثون أحيانا بالشيء يكون حقا؟!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني، فيقرها في أذن وليه