للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ثانيا: انتشار العلم بخاتم النبوة]

من مقدمات البعثة أن محمدا صلى الله عليه وسلم تمتع بعلامات عرفت بخاتم النبوة، وقد رآها أهل الكتاب وغيرهم قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم وأكثروا الحديث عنها.

وخاتم النبوة عبارة عن بضعة لحم مرتفعة عن الجسد، وجدت في ظهره الشريف صلى الله عليه وسلم عند أسفل عظم كتفه اليسرى، وقد تكلم العلماء عن الحكمة في وضعه مع الخاتم خلف ظهره، وفي هذا المكان المواجه للقلب.

يقول ابن دحية رحمه الله: الحكمة في وضع الخاتم بين كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم إشارة إلى أنه لا نبي بعدك يأتي من ورائك١.

وقال في الفتح: السر في ذلك أن القلب في تلك الجهة٢.

وقال العلامة السهيلي في الروض الأنف: وحكمة وضعه -أي الخاتم- عند النغض من الكتف اليسرى عصمته من وسوسة الشيطان، ولأن ذلك الموضع منه يدخل الشيطان، فكان ذلك حفظا له من الشيطان٣.

وروى ابن عبد البر بسند قوي إلى ميمون بن مهران عن عمر بن عبد العزيز أن رجلا سأل ربه أن يريه موضع الشيطان من ابن آدم، فأري جسده ممهي "يرى داخله من خارجه" وأري الشيطان في صورة ضفدع، عند كتفه حذاء قلبه، له خرطوم كخرطوم البعوضة، وقد أدخله في منكبه الأيسر إلى قلبه، ويوسوس إليه، فإذا ذكر الله تعالى العبد خنس.

قال في الفتح: وهو مقطوع، وله شاهد مرفوع عن أنس عند أبي يعلى، وابن


١ صحيح البخاري بشرح فتح الباري - كتاب المناقب - باب خاتم النبوة ج٦ ص٥٦١.
٢ فتح الباري على صحيح البخاري ج٦ ص٥٦٢.
٣ الروض الأنف ج١ ص١٩١.

<<  <   >  >>