كان السابقون إلى الإسلام من الضعفاء الفقراء الذين لا جاه لهم في مكة ولا سطوة، وهذا أمر جعل أشراف مكة لا يهتمون بالإسلام أول أمره؛ استهانة بقلة أتباعه، وهوانهم بين الناس، ويروي البخاري بسنده عن همام قال: سمعت عمارا يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر١.
والعبيد هم: زيد بن حارثة، وبلال بن رباح، وعامر بن فهيرة، وأبو فكيهة مولى صفوان بن أمية، وعبيد بن زيد الحبشي، والمرأتان هما: خديجة، وأم أيمن، نظر أهل مكة إلى هؤلاء الضعفاء، فاستصغروا شأنهم، وتصوروهم ظاهرة عارضة، لا تلبث أن تنتهي وتزول.
١ صحيح البخاري - كتاب المناقب - باب فضل أبي بكر ج٦ ص٨١.