للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قر الزجاجة، فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة"١.

ويروي البخاري بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الملائكة تنزل في العنان -السحاب- فتذكر الأمر قضي في السماء، فتسترق الشياطين السمع، فتوحيه إلى الكهان فيتحدثون به" ٢.

وبهذا الطريق علم الكهان خبر مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فتحدثوا به للناس..

ومن أقوال الكهان ما قاله خطر بن مالك وهو أعلم كهان العرب، قال:

أرى لقومي ما أرى لنفسي ... أن يتبعوا خير بني الإنس

برهانه مثل شعاع الشمس ... يبعث في مكة دار الحمس

بمحكم التنزيل غير اللبس ... فقلنا له يا خطر وممن هو؟

فقال: والحياة والعيش، إنه لمن قريش، ما في حمله طيش، ولا في خلقه هيش، يكون في جيش، وأي جيش! من آل قحطان وآل أيش.

فقلت له: بيِّن لنا، من أي قريش هو؟

فقال: والبيت ذي الدعائم، والركن والأحاتم، إنه لمن نجل هاشم، من معشر كرائم يبعث بالملاحم، وقتل كل ظالم.

ثم قال: هذا هو البيان، أخبرني به رئيس الجان، ثم قال: الله أكبر، جاء الحق وظهر، وانقطع عن الجن الخبر، ثم سكت وأغمي عليه، فما أفاق إلا بعد ثلاثة٣.

- يقول عبد الله بن كعب: سمعت عمر بن الخطاب يحدث الناس ويقول: والله إني لعند وثن من أوثان الجاهلية، في نفر من قريش، قد ذبح له رجل من العرب عجلا، فنحن ننتظر قسمه، ليقسم لنا منه؛ إذ سمعت من جوف العجل


١ صحيح البخاري - كتاب الطب - باب الكهانة ج٧ ص٢٠٨.
٢ صحيح البخاري - كتاب بدء الخلق ج٤ ص٧٩.
٣ الروض الأنف ج١ ص٢٤٠، ٢٤١.

<<  <   >  >>