عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن شيخين من تجيب أنهما انطلقا إلى عقبة بن عامر فقالا له: جئنا لتحدثنا، فقال:" كنت يومًا أخدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخرجت من عنده، فلقيني قوم من أهل الكتاب، فقالوا: نريد أن نسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستأذن لنا عليه، فدخلت عليه فأخبرته، فقال: ما لي ولهم، ما لي علم إلا ما علمني الله، ثم قال: اسكب لي ماءً، فتوض أثم صلى، قال: فلما فرغ حتى عرفت السرور في وجهه، ثم قال: أدخلهم عليّ ومن رأيت من أصحابي، فدخلوا فقاموا بين يديه، فقال: إن شئتم سألتم فأخبرتكم عما تجدونه في كتابكم مكتوبًا، وإن شئتم أخبرتكم، قالوا: بلى، أخبرنا، قال: جئتم تسألون عن ذي القرنين، وما تجدونه في كتابكم، كان شابًّا من الروم، فجاء فبنى مدينة مصر الإسكندري، فلما فرغ جاءه ملك، فعلى به في السماء، فقال له: ما ترى، فقال: أرى مدينتي ومدائن، ثم علا به فقال: ما ترى؟ قال: أرى مدينتي، ثم علا به، فقال: ما ترى؟ قال: أرى الأرض، قال: فهذا اليم محيط بالدنيا، إن الله بعثني إليك تعلم الجاهل، وتثبِّت العالم، فأتي به السد، وهو جبلان ليّنان ينزلق عنهما كل شيء، ثم مضى به حتى جاوز يأجوج ومأجوج، ثم مضى به إلى أمة أخرى، وجوههم وجوه الكلاب، يُقاتلون يأجوج ومأجوج، ثم مضى به حتى قطع به أمة أخرى يقاتلون هؤلاء الذين وجوههم وجوه الكلاب، ثم مضى حتى قطع به هؤلاء إلى أمة أخرى قد سماهم "، ثم عقَّب ذلك بسرد المرويات في سرد المرويات في سبب تسميته بذي القرنين .. إلخ. كل هذا ذكره (جامع البيان) ابن جرير.
وذكر الإمام السيوطي في (الدر المنثور) مثل ذلك، وقال: إ نه أخرجه ابن عبد الحكم في (تاريخ مصر)، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في (الدلائل).