ورد إسرائيليات كثيرة في طول هؤلاء الأقوام، أقوال كثيرة بعض المفسرين يقول: كان طول الرجل منهم أربعم ائة ذراع، تتصور أربعم ائة ذراع يعني: مائتي متر كان الطول، هكذا، وقال الطبري: كان الرجل مهم اثن ي عشر ذراعًا، واحد يقول: أربعم ائة، والثاني يقول: اثن ي عشر ذراعًا طول ً افي السماء!! هذا كلام ذكره النسفي والطبري، وكله من الإسرائيليات من أجل ذلك نقول: لسنا مكلفين بالنظر إلى هذه الأحجام الطوال ما دام أحدها لا هذا الرأي ولا ذاك لم يثبت ولم يرد عن طريق صحيح، وإنما نحن يجب أن نعتقد بما صر َّ حت به الآيات، ونؤمن بما في القرآن والسنة الصحيحة، فالآيات بينت أنهم قوم أشداء وأقوياء، أما تحديد أطوالهم وأعمارهم وكل هذا، هذا من الكلام الذي لم يثبت لنا به نص ٌّ أو دليل صحيح.
فتنة سليمان -عليه السلام-
نبي الله سليمان -عليه السلام- كنموذج آخر فيه إسرائيليات:
قوله - جل وعلا - عن سليمان وعن الهدهد:{فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}(النمل: ٢٢) الآيات، وإذا ما تأملنا الآيات نرى قول الله - جل وعلا - عن لسان سليمان:{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}(النمل: ٢٠ - ٢٢) حقيقةً أن الله سخر لرسوله سليمانَ وآ تاه مُلكًا كما دعا، وقال:{مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}(ص: ٣٥) فقال الله له: {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.