وغالب ذلك ما أشرنا إليه وغيره متلقى عن أهل الكتاب الذين أسلموا، وحمله عنهم بعض الصحابة والتابعين لغرابته والعجب منهم.
قال العلامة ابن كثير في ت فسيره: وفي تسميتهم بهذه الأسماء واسم كلبهم نظرٌ في صحته، والله أعلم؛ فإن غالب ذلك تُلُقي من أهل الكتاب، وقد قال تعالى:{فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا}؛ أي: سهلًا هينًا لينًا، فإن الأمر في معرفة ذلك لا يترتب عليه كبير فائدة، ولا تستفت ي فيهم منهم أحدًا؛ أي: فإنهم لا علم لهم بذلك إلا ما يقولون من تلقاء أنفسهم رجمًا بالغيب من غير استناد إلى كلام معصوم، وقد جاءك الله يا محمد بالحق الذي لا شكّ فيه، ولا مرية فيه، فهو المقدم على كل ما تقدمه من الكتب والأقوال. راجع في ذلك (تفسير ابن كثير).
الإسرائيليات التي وردت في قصة يوسف - عليه السلام -
أمامنا قصة عظيمة الأثر؛ وهي القصة الفريدة التي ذُكرت في صورة واحدة، فإن ما نعهده في القرآن الكريم أن أكثر قصص الأنبياء والرسل إنما ذُكر في أماكن عِدَّة، ومواقف عديدة، كل موقف يتناسب فيه ما ذُكر لأخذ العظة والعبرة، إلا قصة نبي الله ورسوله يوسف - عليه السلام - فإن قصة يوسف إنما ذُكرت في سورة " يوسف " في موقف واحد، وجُمعت أطرافها كلها في هذه السورة المباركة.
سورة يوسف -عليه السلام- وقصته ذُكرت مجموعة في هذه السورة وحدها، ورغم ذلك فقد وردت في قصة يوسف -عليه السلام- إسرائيليات ومرويات مختلقة مكذوبة، وأحاديث كثيرة ذُكرت في هذا الشأن مما تقدح في عصمة الأنبياء والرسل، لا سيما ما يتعلق بقوله - جل وعلا -: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}(يوسف: ٢٤) على الرغم من أن