تابع الإسرائيليات التي وردت في قصة يوسف -عليه السلام-
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
لا زلنا مع نبي الله يوسف -عليه السلام- تلك القصة التي ذُكرت مكتملة في سورة "يوسف" وفيها ما فيها من الإسرائيليات التي أوردها المفسرون في تفسيرهم، وسبق أن تكلمنا عن يوسف -عليه السلام- وعن الآيات التي بينت أن امرأة العزيز راودته عن نفسه، وأنه كان صادقً؛ إذ لم يقترب من جانب الخط، والآيات في هذا في هذه السورة وغيرها كثيرة، فالله -جل جلاله- يقول:{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}(يوسف: ٢٤).
وقلت: من الآيات ما يوضح براءة هذا الرسول المعصوم -صلوات الله وسلامه عليه- وماذا بعد قول الله -جل وعل-: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}(يوسف: ٢٣).
ولقد شهد الشيطان نفسه من الآيات ليوسف -عليه السلام- عندما قال:{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}(ص: ٨٢) فيوسف من عباد الله المخلصين.
والآيات على لسان هذه المرأة بطلة المراودة عندما تقول:{وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ} ولما استبقا الباب وصل يوسف إلى الباب يهرب منها؛ فعند ذلك وجده الملك وعندها جاء شاهد ليشهد في القضية {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْ الْكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنْ الصَّادِقِينَ * فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ * يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنْ الْخَاطِئِينَ} ٢٩).