للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرحمن الرحيم

الدرس الحادي والعشرون

(أنواع الدخيل في الرأي (١))

معنى الدخيل في الرأي

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

لقد انتهينا من الدخيل في النقل والموضوعات والإسرائيليات، وبيان قدر كبير مما حوته كتب التفسير من هذا النوع، والآن ننتقل إلى الدخيل في التفسير بالرأي، وهذا يشتمل معنى الدخيل في الرأي - أنواع الدخيل في الرأي - ذِكْر نماذج لكل نوع من أنواع الدخيل في الرأي.

أولًا: الدخيل في الرأي:

الدخيل في الرأي: هو ما كان من التفسير ناشئًا عن رأي فاسد واجتهاد غير صحيح، وترجع أسبابه إلى إما الجهل بقوانين اللغة العربية وقواعدها، أو الشريعة وأصول الدين، أو التعصب لطائفة من الطوائف المارقة من عقيدة أهل السنة والجماعة، أو الكيد لدين الإسلام بتحريف القرآن عن موضعِهِ، ولم يستطيعوا النيل من الآيات؛ فعمدوا إلى دس أباطيلهم وإفساداتهم في كتب التفسير، فالتحريف تناول التفسير للقرآن، يحرفون الكلم عن مواضعه والباعث لهم على ذلك هو الحقد على الإسلام والكيد لأهله.

أما أنواع الدخيل في الرأي فكثيرة: أشهرها الدخيل عن طريق اللغة؛ حيث أورد كثير من المفسرين كلامًا في اللغة والإعراب والآراء والأقوال لم تكن صحيحة.

ثانيًا: الدخيل عن طريق الفرق المبتدعة: الشيعة، الخوارج، المعتزلة، وغيرهم فرق كثيرة، لكنَّ هؤلاء الثلاثة هم أشهر الفرق التي كتبوا في تفسير القرآن كلامًا فاسدًا، وآراء باطلةً، يتعصبون بها لعقائدهم الزائغة، وينتصرون بها لأهوائهم.

ثالثًا: الدخيل عن طريق الإلحاد المُتَعَمَّد: من الفرق التي لبثت ثوب الإسلام كذبًا وزورًا: الزنادقة، الباطنية، القاديانية، البابية، والبهائية، هذه أشهر الفرق التي ألحدت في دين الله، تظاهرت بالإسلام، لكنها تضمر في قلوبها الحقدَ الأسودَ الدفين الذي يريدون به هدمَ الإسلام، ونقض قواعده، والنيل من رسول

<<  <   >  >>